+ بعد أن يضع الكاهن يد البخور السابق الإشارة إليها ترحمًا على الراقدين بأسمائهم، يأخذ الشماس المجمرة ويعلقها في المكان الخاص بها داخل الهيكل حتى يتصاعد منها كل البخور أمام وجه الله داخل هيكله المقدس، فيرتفع مع الصلوات المرفوعة عن أنفس عبيده الراقدين لكي يمنحهم رحمة ونياحًا. وتظل المجمرة هكذا حتى يتصاعد كل دخان البخور الموجود بها وتتصفى تمامًا، ثم يذهب بها الشماس إلى مكان تصريف المجمرة ويفرغ ما بها من رماد.
+ لا يصح تفريغ المجمرة طالما يتصاعد منها دخان البخور الموضوع فيها ترحمًا على أنفس الراقدين أمام الله، لذلك يجب الانتظار حتى تتصفي تمامًا من البخور ثم تفرغ ويستحسن تفريغها وتصويمها بعد انتهاء القداس حفظًا لهدوء الكنيسة.
+ توجد الآن بعض العادات الشائعة في هذا المجال منها:
· بعد وضع البخور الخاص بالترحيم في المجمرة يأخذها كاهن أو شماس ويبخر بها أمام أيقونات القديسين الموجودة في الكنيسة.
· بعد وضع بخور الترحيم (سواء كان ترحيمًا سريًا أو جهرًا) في المجمرة يأخذها شماس ويخرج بها بين صفوف الشعب وينفخ فيها بنفسه.
+ وقد أجاب نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي على مقال بهذا الشأن في جريدة وطني بتاريخ 10 - 7- 77 الصفحة الثانية قائلًا: السبب الحقيقي وراء خروج الكاهن والشماس بالشورية من الهيكل هو أن يحمل معه حبات البخور للشعب خارج الهيكل حتى يذكر المصلون من المؤمنين أقرباءهم من الموتى المنتقلين بأسمائهم، فيضعها الكاهن في المبخرة مترحمًا على الراقدين فيصعد البخور مع صلوات القديسين أمام مذبح الذهب الذي أمام العرش الإلهي (رؤ 8: 3، 4/ رؤ 5: 8). والوضع الأمثَل هو أن ينزل بالمبخرة الكاهن الشريك في الخدمة ومعه شماس يحمل طبقًا من حبات البخور غير المعدودة، فيأخذ منها المصلون بعدة أسماء موتاهم الذين يذكرونهم ويسلمون هذه الحبات المعدودة إلى الكاهن فيضعها في المبخرة ويصعد بها إلى الهيكل. فإذا لم يتوافر وجود کاهن شريك، فيجوز للشماس بتكليف من الكاهن خادم القداس أن ينزل بحبات البخور في طبق ومعه شماس آخر يحمل طبقًا آخر يضع فيه المصلون حبات البخور المعدودة فيحملها الشماس في الطبق ويصعد بها إلى الكاهن خادم القداس فيضعها في المجمرة مترحمًا على أرواح الراقدين المنتقلين.
+ ومن ذلك نستنتج:
· إن خروج الشماس للشعب يكون بطبق البخور لا بالمجمرة ويكون ذلك قبل الترحيم وليس بعده، وذلك حتى يجمع من المصلين حبات البخور المخصصة لتذكار الراقدين ويجهزها للكاهن فإذا حان موعد الترحيم وضع الكاهن هذا البخور في المجمرة لاستمطار مراحم الله على الراقدين.
· إن هذا البخور ليس للتبخير أمام أيقونات القديسين وليس للتبخير في وسط الشعب وإنما للترحم على أرواح الراقدين من أبناء الكنيسة المؤمنين.
· ليس للشماس أن يأخذ المجمرة بعد وضع بخور الترحيم فيها ويمر بها على الشعب نافخًا فيها بفمه، لأن هذه العملية تحدث نوعا من الانشغال والتشويش في الكنيسة وتحول أنظار وأفكار الناس بعيدًا عن الذبيحة والتركيز في صلوات القداس.
· يفضل أن تعلق المجمرة في مكانها الخاص بالهيكل بعد وضع بخور الترحيم فيها حتى تتصفي تمامًا من دخان البخور المتصاعد مع صلوات الترحيم على الراقدين، ثم يأخذها الشماس بعد انتهاء القداس ليصرفها (يفرغها) في المكان المخصص لذلك.
· أن كان قد بطل الآن خروج الشماس أثناء القداس بطبق البخور إلي الشعب ليأخذ كل واحد حبات بخور بأسماء أقربائه الراقدين ثم يعطيها للكاهن لوضعها في المجمرة ترحمًا على الراقدين، إلا أن هذا النقص يتم تعويضه في صلوات السجدة التي تعمل في مساء يوم أحد العنصرة وطريقته مدونة في كتاب اللقان والسجدة طبع الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف السابق ص 223 كالآتي:
Ø في نهاية التسبحة وقبل بدء صلوات السجدة يوقد الشماس جفنة نار، ثم يأخذ كمية من البخور في طبق ويمر بها على المصلين فيأخذ كل واحد كمية صغيرة بيده.
Ø يبدأ كل واحد في ذكر أقربائه ومعارفه الراقدين بأسمائهم، وعند ذكر كل اسم يأخذ بيده الأخرى حبة بخور واحدة، ويستمر هكذا حتى ينتهي من أسماء كل الراقدين الذين يود ذكرهم.
Ø بعد قليل يمر الشماس بطبقين فارغين فيضع كل واحد من المصلين البخور المعدود بأسماء الراقدين في طبق وبقية البخور الذي لم يستخدم في الطبق الآخر.
Ø يرجع الشماس ويضع طبق البخور المعدود بأسماء الراقدين علي المنضدة أمام الكاهن وهو يصلي صلاة الشكر التي يبدأ بها السجدة الأولی.
Ø بعد الانتهاء من صلاة الشكر يتوجه الكاهن إلى حيث الوعاء الفخار المعد لوضع البخور للترحيم على الراقدين (لجفنة النار) ويضع فيه جزءًا من هذا البخور وهو يقول الترحيم الأتي:"لا مجدًا وإكرامًا، اکرامًا ومجدًا للثالوث القدوس الآب والإبن والروح القدس نياحًا وبرودة لأنفس عبيدك الذين رقدوا في الإيمان الأرثوذکسی منذ البدء وإلى الآن: يا رب نيحهم جميعًا في حضن أبائنا القديسين إبراهيم وإسحق ويعقوب في فردوس النعيم في أورشليم السمائية، وأعطنا معهم حظا ونصيبا في نور قديسيك".
Ø يكرر هذه العملية مرة أخرى بعد صلاة الشكر في السجدة الثانية، فيضع بقية البخور المعدودة على أنفس الراقدين وهو يقول الترحيم (كتاب اللقان والسجدة طبع الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف السابق ص 251).
· من الضروري تصريف (تفريغ) المجمرة بعد استعمالها في كل قداس لتصويمها استعدادًا للقداس القادم، فإذا تركت دون تفريغ عن طريق السهو أو الخطأ حتى ميعاد القداس القادم فلا يجوز استعمالها بل يجب استبدالها بمجمرة أخرى صائمة. وعملية التصويم هذه يجب أن تتبع مع جميع أوانی المذبح الأخرى فالصينية والكأس والمستير والقبة يجب تنشيفها ومسحها جيدًا بعد غسلها في نهاية القداس، والقارورة يجب حفظها مقلوبة حتى تتصفي وتجف وأبريق الماء يجب تفريغه مما تبقي فيه من الماء في نهاية القداس، وحفظه مقلوبًا حتى يتصفى ويجف، ويصبح بلغة الطقس "صائمًا".
_____
(1) من كتاب ترياق الخلود في كنيسة المعبود – في شرح القداس الإلهي طقسيًا وروحيًا وعقيديًا – الباب السابع ص 510.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-wisa-anba-bishoy/liturgy/incense.html
تقصير الرابط:
tak.la/6wbtzz4