بالطبع أن العقيدة والإيمان المسيحي لا يحتاجان لأحد كي يدافع عنهم.. فالمؤمنين يخضعون فعليا للكتاب المقدس.. (وَأَمَّا كَلِمَةُ الرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ». وَهذِهِ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي بُشِّرْتُمْ بِهَا) (1 بط 1: 25).
- لقد قال داود النبي: قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: «لَيْسَ إِلهٌ». فَسَدُوا وَرَجِسُوا رَجَاسَةً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا. (مز 53: 1)
- لقد واجه معلمنا يوحنا في إنجيله بعض التعاليم الغريبة مثل (الغنوسيين) (محبي المعرفة في الإلهيات)
- كما واجه ايضا يوحنا الحبيب الدوسيتيين (الخياليين).. الذين انكروا مجيء المسيح في الجسد.. في رسالتيه الأولي والثانية.
- والسيد المسيح نفسه قدم براهين لبيان صدقه (صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ، وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا) (يو 14: 11)
- لقد واجه البشيرين والرسل الكثير من الهجوم والاضطهادات أثناء نشر كلمة الله وصلت لدرجة تكذيبهم.. فعمل الروح القدس علي ألسنتهم كي ما يجيبوا سائليهم بصدق (بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ) (1 كو 1: 27)
- لقد واجهت المسيحية منذ ظهورها الكثير من التحديات (سبق وشرحناها) فكان يجب الدفاع والتوضيح.
- لقد تناول الأباء المدافعون في دفاعاتهم ستة موضوعات:
1) الهجوم علي العبادات والتقاليد الوثنية.. ومواجهة الفحشاء المرتبطة بهذه العبادات.
2) أكدوا علي الترابط بين العهدين القديم والجديد.
3) التركيز علي سمو الأخلاق المسيحية ولا سيما المحبة.
4) أكدوا أن نبوات وإعلانات العهد القديم تحققت جميعها في شخص السيد المسيح.
5) شدد الأباء المدافعون أن المسيحية هي الحقيقة المطلقة.
6) شرح معجزات المسيح بحرص شديد وتحفظ نظرا لوجود الكثير من المشعوذين والدجالين في ذلك العصر.
++ لقد كان ظهور مدرسة اللاهوت المسيحي الدفاعي ما هو إلا نتاج مدرستين متناقضتين: (المدرسة العقلانية) و (مدرسة الإيمان اللاعقلاني):
Rationalism
+ ما هي العقلانية: هي إعتقاد نظرى يستند إلى سبب أو برهان عقلى مصدره العقل البشرى فقط.
بدأت هذه المدرسة في فترة ما قبل ظهور المسيحية في عدة أماكن:-
و كان من أكثر من آثار هذه الأفكار الإلحادية مجموعه كتابات Rig Veda حوالى 1000 سنة قبل الميلاد و كانت هي المؤسسة للديانة الهندوسية.
و بعده بنحو 500 عام تطورت هذه الأفكار على يد Siddhartha Gautama.
و الذي يعرف بأسم بوذا ووضع الكثير من الأفكار الإلحادية في تعاليمه المحرفة عن الهندوسية القديمة.
في اليونان في القرن الرابع قبل الميلاد أثيرت العديد من المحاورات الفلسفية حول حقيقة الكون ووجود الإله من عدمه و مشكلة الشر و كان من أشهر من تناول هذه الموضوعات الفيلسوف اليوناني (أبيقوريوس) الذي اعتبر أن الطبيعة هي أصل الكون. و ليس من وجود الخالق.
كما قام العديد من الفلاسفة بالتركيز على أهمية العقل البشرى على اعتبار أنه الحقيقة الوحيدة لفهم الحياة و الوجود و كان من أشهرهم سقراط و أفلاطون و أرسطو.
وكان ذلك سببًا رئيسيًا لرفض الإيمان بوجود آلهة و انتشار الإلحاد في العصور القديمة.
و في نفس الفترة كان قد تم تأسيس مدرسة الإسكندرية في العصر البطالمة (330- 30 ق. م) و التي روجت للكثير من هذه الأفكار و المذاهب.
خلال هذه الفترة كان مجرد إنكار الآلهة الرومانية يعد جريمة يعاقب عليها بالقتل. و مع ظهور المسيحية المؤمنة حدث صدام بينها و بين الوثنية الرومانية و الذي تحول بدوره إلى اضطهاد شامل بسبب الخوف على الإمبراطورية الرومانية من انتشار الديانة المسيحية.
+ وخلال هذه الفترة استمر نشاط مدرسة الإسكندرية الوثنية في نشر العديد من الأفكار و زاد من قوتها وجود مكتبة الأسكندرية و ما تحتويه من موسوعات هائلة.
هي التسمية التي تُطلق على الفترة الزمنية في التاريخ الأوروبي التي امتّدت من القرن الخامس حتّى القرن السابع عشر الميلادي. حيث بدأت بانهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية واستمرّت حتى عصر النهضة والاستكشاف.
خلال هذه الفترة كانت هناك عوامل كثيرة التي زادت من قوة المدرسة العقلانية ومنها:-
1 - الترجمات العربية للكتب الفلسفية اليونانية القديمة بما تحتويه من أفكار تؤيد انكار الألوهية. و كانت هذه الكتابات هي بذرة لإنتشار المنهج العقلاني في الغرب و تم رفضها في المجتمعات الشرقية بل إن معظمها قد تم إحراقه كما حدث مع الفيلسوف ابن رشد.
2 - ضعف الكنيسة في أوروبا و استغلال السلطة الدينية بصورة خاطئة.
3 - وقوع العديد من الحروب و الانتهاكات و انتشار محاكم التفتيش على يد الراهب الإسباني دومينيكوس مؤسس رهبنة الدومينيكان وما ارتكبته من جرائم وحشية باسم الدين.
4- ما خلفته الحروب الصليبية من خسارة بشرية و مادية فادحة تحت مسمي الدين.
5- تبني سياسة الفصل بين الدين و الدولة و تقليص سلطات رجال الكنيسة في أوروبا.
كل هذه العوامل أدت إلى:
1- خلق حالة من التمرد و التذمر علي الكنيسة ورجال الدين في أوروبا ثم تطور هذا التمرد ليشمل الدين و الله بصفة عامة.
2- بدء ظهور العديد من التطورات والمناقشات الجدلية حول براهين وإثباتات وجود اله داخل الكنيسة نفسها
3- ولقد ظل هذا التمرد كامنا حتى جاءت الحركة اللوثرية على يد مارتن لوثر في القرن السادس عشر وتمرده على الكنيسة الكاثوليكية و تأسيس البروتستانتية مما جذب إليه الكثير من ذوى النفوس المتمردة.
- من أكثر العوامل التي ادت لبروز المدرسة العقلانية حرب الثلاثين عامًا في أوروبا بين طائفتي الكاثوليك و البروتستانت و التي أدت لخسائر كثيرة و أججت روح التمرد ضد الكنيسة في أوروبا وضد كل المسائل الإيمانية.
- إلى أن جاءت الثورة الفرنسية 1789 و التي أعلنت مبادئ التفكير الحر وما شمله من تمرد علني علي الدين و الله و الكنيسة و بدء ظهور الإلحاد القوي بين الناس.
- و دعم ذلك ظهور بعض العلماء و الفلاسفة الذين أنكروا وجود الله و تم نشر العديد من مؤلفات الملحدين السابقين من أمثال فولتير و جان جاك روسو.
- اعلاء العلم و انتشار الكثير من النظريات العلمية خصوصا بعد ثبوت أن نظرية جاليليو التي عارضتها الكنيسة في أوروبا كانت سليمة.
++ وفي خلال هذه الفترة ظهر العديد من العلماء والمفكرين الذين دعموا الأفكار العقلانية.
ومن أمثلتهم:
-(آرثر شوبنهاور): فيلسوف ألماني ظهر في القرن الثامن عشر و الذي اعتبر أن الدين هو مجرد أوهام من صنع البشر.
-(تشارلز داروين): وضع نظرية التطور المخالفة لكل العقائد الدينية و التي تثبت خطأ ها فيما بعد أن قد مات.
- (الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشهد): أعلن أن الله قد مات لم يعد له وجود.
-(الطبيب النفسي الشهير سيجموند فرويد): اعتبر أن فكرة وجود الله هي فكرة خيالية في اللاوعي نتيجة تطلع الإنسان نحو الكمال. فابتدع فكرة الألوهية.
- إنكار الأسس الإيمانية كالفداء و التجسد من عذراء لأنها -من وجهة نظرهم- تتعارض مع العقل و المنطق.
- التمهيد لظهور مدارس النقد الكتابي.
- مهدت المدرسة العقلانية للإلحاد و ظهور مدارس فلسفية كثيرة تتعارض مع المبادئ الدينية.
Fideism
- الإيمان: هو الإعتقاد الصحيح مع التعليل مما يصل إلى المعرفة اليقينية التي تعتمد على الوحي الإلهي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.
- العقل البشري محدود. لا يصل للحقائق بدون إيمان.
- تناقضات العقلانيين و مذاهبهم.
- القدرات العقلية متفاوتة أما الإيمان للكل.
- هناك بعض الأمور لا تحتاج للتفكير التحليلي.
- غلق مدرسة الإسكندرية التي أنشاها مرقس الرسول.
- إنشقاق الكنيسة بعد مجمع خلقيدونية.
- ظهور معتقدات دينية أخري تعضد هذا الاتجاه.
- رد فعل مضاد للمدرسة العقلانية.
- جعل المبادئ الإيمانية مبادئ غامضة و غير مفهومة مما يجعلهم مجرد ممارسيين لها بدون فهم.
- سطحية الإيمان و عدم التعمق فيه و عدم القدرة علي جعله حياة معاشة.
- زيادة الخرافات و الإتجاه للتفسيرات الغير منطقية مع اعلاء شأن المعجزات و جعلها هي القاعدة في التعامل بدلًا من أن تكون هي الإستثناء.
- غير متناسب مع لغة العصر التي تتطلب تقديم البراهين و الأدلة و الإقناع.
- زيادة النقد للمسائل الإيمانية مع عدم المقدرة على الرد مما يؤدى لزيادة نسبة التشكيك و البعد عن الإيمان
المدرسة العقلانية |
مدرسة الإيمان اللاعقلانى |
|||
اعتقاد يستند لبرهان عقلى |
اعتقاد صحيح مع التعليل |
|||
مصدره العقل البشرى |
مصدره الوحى الألهى |
|||
معرفة نظرية |
ممارسة أختبارية |
|||
يعتمد على التفكير التحليلى |
لا يحتاج للتحليل و الأستنباط |
|||
يرفض شهادة الحواس |
فوق مستوى الحواس |
|||
يهاجم المسلمات الإيمانية |
يرفض العقلانية |
|||
يستلزم براهين تتوافق مع العقل |
لا يحتاج لأدلة و براهين |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-philopater-magdy/apologetics/defense-2.html
تقصير الرابط:
tak.la/9h3d5kw