إن آمنا بالمسيح القائم يكون لنا مثل عمود نور وسحاب.. إن ثبتنا على التناول من جسده نكون سائرين في نور قيامته.. إن أخذنا الماء الحي نرتوي بروحه خلال نور كلمته وتعاليم كنيسته..
بنوره يفتح لنا باب الرجاء بنوره نكتشف حبه الملتهب نحو الخطاة.
بنوره كل منا يتمتع بخطة خلاصه بنوره يبدد ظلمتنا.
بنوره نتهلل بقيامته فينا بنوره يشرق علينا بشعاع حبه.
بنوره نري ونفرح!!
هَلُمَّ بنا نتمتع بالخط الروحي التي وضعته كنيستنا بعمل الروح في آبائنا خلال قراءات أناجيل القداس للأسبوع الرابع من الخمسين المقدسة "لكي نستنير بنوره يجب":
نحمل صفاته - نحفظ كلامه - نقتنيه معلمًا - نتعرف على مجده - نتمتع بحضرته - نفهم حكمته - نصير أبناء النور
1 – نحمل صفاته: " لو كان الله أباكم لكنتم تحبونني" (يو 8:42) تتمثلوا بي.. " فإن كنا من نسل إبراهيم (المسيح) حسب الوعد ورثه" (غلا 3: 29) نرث نوره " لأننا مولودين من الله" (1 يو 5: 18) وأبناء أبينا الذي في السموات (مت 5: 16) فيكون لنا فكر المسيح.. طاعته.. إرادته الباره.. لقد تمتع أبائنا قديمًا بنوره.. كل منهم بقدر ما؟! لأنهم دفنوا ذواتهم.. وصلبوا إرادتهم.. فتمتعوا به في حياتهم.. وحملوا صفاته أو كانوا رمزًا له.. لا تحاول قتل نفسك بنفسك لا تحاول مقاومة الله ولا روحه الذي يشجعك ويُنهضك.. لا تسلم نفسك لشهواتك لئلا تكون إبنًا لإبليس فيقودك للموت، " فإن إلهنا إله أحياء وليس إله أموات" (مت22:32)، (مر12: 27)، (لو20: 38) تدرب تحيا بابنه.. حاملًا صفاته.. لتسير بنور كلمته..
2 – نحفظ كلامه: "إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يري الموت إلي الأبد" (يو 8: 51).
إذا صدق إبراهيم وعد الله بالبركة (تك22:4) وسار ثلاثة أيام حتى رأي الجبل الذي يذبح عليه إسحق.. قيل عنه: "أبوكم إبراهيم تهلل.. فرأي وفرح" (يو 8: 56) وجاء موسي النبي ووعد كل من يحفظ الوصيه الإلهيه أن يأخذ خيرات الأرض وطول الأيام.. فجاء كلمة الله وأعطانا كلمته لتستنير عقولنا.. ومن يحفظها تدب فيه الحياة بالأمل والرجاء من يمارسها يستنير بالمعرفة والحكمة، ومن يثبت على الحق (على كلامه) يعبر الحياة، فلا يكون له موت بل إنتقال. من يحفظ كلامه لا يفعل شيء ضده..
3 – نقتنيه معلمًا: " تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني" (يو 7: 16) كيف يقول تعليمي وفي نفس الوقت ليس لي؟!! لا عجب فإن المسيح نفسه هو كلمة الآب.. هو كنز العلم.. هو نبع المعرفه.. يقدم نفسه للمؤمنين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. " كان الكلمه الله" (يو 1: 1) هو يحملنا لنتجاوب مع حب الله.. فنري نور تعاليم الآب في الإبن بالروح الذي ينير أعماقنا، ويرشدنا للطريق (المسيح).
ليحمينا لنحيا بأسراره الفائقه، لنصل إلي الآب، النور من نور، بالنور الذي جاء للعالم المشرق في قلوبنا بروحه معلمًا..
4 – نتعرف على مجده: " إبراهيم أبوكم كان يتهلل (بالصلاة) مشتهيًا (بالرجاء) أن يري.
(يستنير برؤية) يومي (الفداء) فرأي (الصليب) وفرح" (يو 8: 56) بالقيامه، ورجع إبنه حيًا. " لقد دعي الأنبياء رائين" (1صم 9: 9) لأنهم رأوا مجد الله.. نظروا ما لم ينظره آخرين.. تلامسوا مع واهب الخلود." رأي أشعياء مجد الرب" (إش6:1 - 4) وأيضًا حزقيال (حز1) لقد كشف الرب عن وجهه فلم يعاينوا مجده، إذا قال:
" الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو 8:58) كائن = أزلي، ويهوه = الخالق = فوق الزمان. لم يقل أنا كنت قبل إبراهيم أو أنا خُلقت وللأسف، السامعون فهموا ولم يستنيروا بل أخذوا حجاره ليرجموه.. فإختفي النور.. وخرج المصباح من الهيكل..
مجتازًا في وسطهم ولم ينظروه؛ لأنهم حجبوا عيونهم وأظلمت قلوبهم.. فمضي عنهم مصدر النور!!
5 – نتمتع بحضرته: " فإن لم تؤمنوا بي فأمنوا بالأعمال" (يو 10: 38) طلب غريب وتنازل عجيب لمستوي فكرنا الضعيف، كيف نؤمن بأعمالك أنها أعمال الله، ولا نؤمن بصانع الأعمال أنه هو الله؟ محبتك عميقه.. لقد خلقتنا من العدم، ومجانًا ترفعنا لنكون شركاء لله.
" لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فيًّ وأنا فيه" (يو 10: 38) الإيمان يحتاج إستمرار، والمعرفه تحتاج إلي بدء وسعي وجهاد والذهاب إلي المصدر لكي نتعرف على مصدر النور والحكمة ونتمتع بحضرته.
6 – نفهم حكمته: " لا تحكموا حسب الظاهر بل أحكموا حكمًا عادلًا" (يو 7: 24) مع أنكم لم تدينوا موسي النبي الذي أمر بالختان حتى في يوم السبت، وأنتم تتممون الختان في اليوم الثامن لو جاء سبت، وتغيرون نظام حفظ السبت، ولم تفهموا حكمة هذا إني أنا رب السبت وأعمل عملًا أرفع قدرًا وأفضل أنا أريح الإنسان وأطهره أفهموا، تمتعوا بحضرتي، وقدسوا يومي بعمل الرحمة.. أستنيروا بالحكمة فترفعكم..
7 – نصير أبناء النور: " فسيروا في النور ما دام لكم النور لتصيروا أبناء النور" (يو 12:35) ما دام النور تجسد وحل بيننا وفينا ورأيناه، فلماذا نتواني ونهرب!! فرصه نقترب إليه بالست نقط السابقة ليشرق علينا ويحملنا إلي النور السمائي الأبدي، لأنه يقول " لنا من رأني فقد رأي الآب" (يو 12: 45) بالبصيره العقليه نري أن جوهره هو جوهر أبيه مساوٍ للآب..
" حتى كل من يؤمن به لا يمكث في الظلمه.. لأنه قال أنا قد جئت نورًا للعالم" (يو 12: 46).
لقد أخذنا مقدره على رؤية أشعة الشمس... شمس البر... شعاع مجد الآب... مجد أقنومه (عب 1: 3).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-ibrahim-anba-bola/resurrection/light.html
تقصير الرابط:
tak.la/jnvc4d3