عاش القديس يوأنس مرافقا للقديس أنبا أنطونيوس الكبير وكان يتحلي بالفضائل مثل الجواهر التي تزين تاج الملك وقد ابتدأ حياته الرهبانية بالأعمال الصالحة باشتياق كثير دون تهاون أو تراخي أو إهمال وكان ينمو في التقشفات الصعبة والعيشة الضيقة والرقاد علي الأرض وسهر الليالي بقوه واحتمال للأتعاب حتى استطاع أن يقطع أوجاع أفكار الجسد هذه التي تصيرنا أعداء لله بسبب ميولنا نحو العمل الشرير والخضوع لمشورة العدو الذي يسعد دائما لإسقاطنا في المعصية ومخالفه وصايا الله.
وقد امتاز القديس الأنبا يوأنس بمشاهده إعلانات سماويه ورؤى مقدسه وبشعوره المرهف بهيبة هيكل الله وكرامته بيقظة ووعي شديدين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وكان يهزم الأعمال الشريرة ويحل قوه الشيطان. قيل عنه انه عندما كان يقدس القرابين كان يري المخلص مع السيدة العذراء وكانت بصيرته تكشف أسرارًا عظيمه عندما يري هذه المناظر السمائية في الهيكل.
وفي آخر حياته المليئة بالاختبارات والثمار الروحية الناضجة قد كتب لنا خمسه وصايا نقتطف منها القليل. يقول:
يا أبنائي اجعلوا خوف الله بينكم. احفظوا إيمان الكنيسة الجامعة إلى الموت وابتعدوا عن كل هرطقة وحتى السلام علي الهراطقة ارفضوه. كونوا ثابتين علي الأمانة المستقيمة لأنه لو قام الإنسان بكل الأعمال الحسنه ولم تكن له أمانة مستقيمة (أي إيمان مستقيم) فلن ينتفع شيئا لأن هذا ما قاله يعقوب الرسول "إن من حفظ كل الناموس وإنما اخطأ في واحده فقد صار مجرما في الكل" (يع 10:2) والرسول بولس يقول "بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه" (عب 6:11). لذلك يا أولادي اقتنوا لكم إيمانه مستقيمًا في الله وإذا سقطتم في تجربه أو مرض أو خسارة أموالكم أو اضطهاد فلا تجعلوا شيئا من هذا العالم يفرقكم عن محبة الله.
أيضا اقتنوا لكم محبة بعضكم لبعض فعظيم هو عمل المحبة لأن ربنا يقول في الإنجيل "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضكم لبعض" (يو35:13). وأيضا بطرس الرسول يقول "لأن المحبة تستر كثره من الخطايا" (1بط 8:4). لذلك فلتكن هذه الفضيلة مثمره فيكم. وهذه هي ثمرتها: إذا رأيتم أحدا في تجربة أن تتعبوا معه. وإذا رأيتم أحدا مريضا افتقدوه وإذا لم يكن له احد فاخدموه وإذا رأيتم أحدا عريانا فاستروه أو أحدا جائعا فأشبعوه أو أحدا غريبا فاقبلوه إليكم. كونوا أكثر محبة لكل احد رحومين متواضعين طويلي الروح واغفروا بعضكم بعضًا.
كونوا أيضا محبين للصلاة والوحدة والعبادة وعمل الصلاة هو هذا: أن لا تتركوا ذكر الله بل تقلونه في كل حين وتطلبونه علي الدوام في كل موضع إن كنتم تأكلون أو تشربون أو تمشون في الطريق أو تعملون أي عمل بالجملة، لأن الصلاة هكذا تنير العقول وتهدي الم القلب وتيبس الشهوة وتطرد الشيطان وتنقض الخطية وتجدد النفس وهي علي العموم تجعل كل خطيئة شريرة غريبة عن الإنسان. قال مخلصنا في الإنجيل "صلوا لئلا تدخلوا في تجربه" (مت 41:26). فهو يعلمنا بهذا أنه إن كان الإنسان يصلي في كل حين فلا يستطيع شيء من الأفكار الشريرة أي التجارب أو يقف أمامه.
اقتنوا لكم الطهارة التي للنفس والجسد لأن عظيم هو عمل الطهارة كما قال الحكيم بولس "اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يري احد الرب" (عب 14:12). لذلك عليكم الاشتياق للطهارة فيكم في كل حين تشتهونها وتتطلعون إليها لكي تصيروا هيكلا مقدسا لله ومساويين للملائكة.
اقتنوا لكم تواضع القلب بعضكم لبعض واطلبوا من الله بقوه قلب أن ينعم بذلك عليكم في كل حين لأنه عظيم هو عمل التواضع هذا الذي بالله يحل كل قوه الشيطان لأن ربنا حينما أتى اللي العالم اخذ شكل مسكنتنا وتواضع حتى الموت موت الصليب لكي يخلص جنسنا.
نطلب أن تأتي هذه الكلمات بثمارها بصلوات القديس يوأنس قمص شيهيت آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/youannas-priest.html
تقصير الرابط:
tak.la/4qyjcbt