هذه صرخة من أعماق قلب كل راهب يحيا حياة السكينة والهدوء، إلى شعبنا المحب للمسيح ولقديسيه ولكل الأماكن المقدسة، التي تباركت بعرق صلوات وجهاد آباءنا القديسين، الذين أفنوا حياتهم في جهادهم المُضني وصلبوا الأهواء والشهوات فاستحقوا أن يلقبوا بقديسي البيعة آباءنا لابسي الصليب، فهم لم يكن العالم يستحقهم كما نقول في الذكصولوجية " كل الأبرار الذين كملوا أتعاب فضائلهم، متضايقين، متألمين والعالم لا يستحقهم " هؤلاء القديسين تركوا لنا تراثًا وميراثًا عظيمًا، ألا وهي الأديرة المقدسة التي نحيا فيها الآن والتي نأتي لنتبارك منها.. هذا الدير الذي كنا ندخله بقمة الخشوع والرهبة والوقار ولسان حالنا يقول "ببيتك يا رب تليق القداسة إلي طول الأيام" (مز 93: 5)، أصبحنا نرى فيه الآن بعض السلوكيات الخاطئة التي يجب الابتعاد عنها.
+ أدعوك أيها الحبيب أن تعقد مقارنه بينك وبين نفسك، حينما تأتى إلى الدير مبكرًا في الثامنة صباحًا وبين ما تراه في نفس المكان لو أتيت إليه متأخرًا في الثالثة ظهرًا.. من حيث مستوى النظافة والمنظر العام لطرق الدير وأمام أماكن الضيافة التي أُعدت خصيصًا لاستضافتك أنت وغيرك ممن يرغب في الحضور لأخذ البركة.. سترى فرقًا شاسعًا.. نرى الكثير من أكياس المأكولات المحفوظة والطازجة مرماه على الأرض، وكذلك أوراق المناديل المستخدمة، ومثلها أدوات الأكل والشرب في المضايف، بل نجد البعض يوجه لنا اللوم عندما يرى ذلك ويقول "أليست هذه مسئولية بعض الرهبان والعمال المكلفين بهذا العمل"..؟!
- إنني من حقي أن أجد كل شيء نظيفًا، وأنا أقول لك: بالفعل من حقك، ولكن اسأل من سبقوك كيف تركوا المكان بعد استخدامهم إياه.. كيف التزموا بتعليمات أماكن الضيافة للحفاظ على نظافتها باستمرار.. كيف استجابوا عندما وجه لهم أحد الآباء بعض الملاحظات على كيفية التواجد في المكان وكيفية الحفاظ عليه.. فنحن جميعًا نعمل في منظومة واحدة، ونتلاقى في فكر وهدف واحد وهو الحفاظ على المكان نظيفًا، لائقًا بمن يأتي إليه.. ناهيك أيها الحبيب عن ما نراه من لعب بكرة القدم ممن تغيب من أمام أعينهم قدسية المكان ووقاره، وأن هذا اليوم هو يوم روحي وليس ترفيهي..
- نرى بأعيننا ذلك وعندما نتكلم نصبح نحن (الآباء) مخطئين في جرح مشاعرهم، وعندما نرى ونتغاضى عن التوجيه نصبح أيضًا مخطئين لصمتنا.. فنرجوا من شعبنا المُحب الحفاظ على قدسية ووقار ونظافة أديرتنا.
"احذر من فتح فمك بالضحك، فإن الضحك يوضح عدم وجود خوف الله" (القديس أشعياء الأسقيطي).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/preserve-our-monasteries.html
تقصير الرابط:
tak.la/p787zj2