محتويات:
(إظهار/إخفاء)
ماذا تفعل الخطية بك؟
المشاكل
الخارجية التي تُحْدِثها الخطية
فَقْد صورة الله
التي نتميز بها
في وسط عالم ملئ بالظلمة وتيارات الخطية الجارفة وأمواج بحره الهائجة يقف الإنسان بين مفترق طرق باحثًا عن طريق يسير فيه... هل أسير في الطريق الواسع السهل المتاح المشبع للشهوات الجسدية المليء بالملذات الأرضية أم الطريق الضيق الكرب المليء بالتجارب والأحزان... المليء بالدموع وقرع الصدر "تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ" (أم14: 12). وهنا نقف أمام قول إلهي قاله الله لشعب إسرائيل قديمًا "«اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلتُ اليَوْمَ قُدَّامَكَ الحَيَاةَ وَالخَيْرَ وَالمَوْتَ وَالشَّرَّ بِمَا أَنِّي أَوْصَيْتُكَ اليَوْمَ أَنْ تُحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ وَتَسْلُكَ فِي طُرُقِهِ وَتَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ لِتَحْيَا وَتَنْمُوَ وَيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا. فَإِنِ انْصَرَفَ قَلبُكَ وَلمْ تَسْمَعْ بَل غَوَيْتَ وَسَجَدْتَ لآِلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتَهَا فَإِنِّي أُنْبِئُكُمُ اليَوْمَ أَنَّكُمْ لا مَحَالةَ تَهْلِكُونَ. لا تُطِيلُ الأَيَّامَ عَلى الأَرْضِ التِي أَنْتَ عَابِرٌ الأُرْدُنَّ لِتَدْخُلهَا وَتَمْتَلِكَهَا. أُشْهِدُ عَليْكُمُ اليَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ جَعَلتُ قُدَّامَكَ الحَيَاةَ وَالمَوْتَ. البَرَكَةَ وَاللعْنَةَ. فَاخْتَرِ الحَيَاةَ لِتَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ إِذْ تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ وَتَسْمَعُ لِصَوْتِهِ وَتَلتَصِقُ بِهِ لأَنَّهُ هُوَ حَيَاتُكَ وَالذِي يُطِيلُ أَيَّامَكَ لِتَسْكُنَ عَلى الأَرْضِ التِي حَلفَ الرَّبُّ لآِبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أَنْ يُعْطِيَهُمْ إِيَّاهَا»" (تث30: 15-20) ومع انتشار تيار الخطية في كل مكان [الشارع - البيت - الصحف - المجلات - المواقع الإلكترونية - المجتمع -.....] أصبح الكثير من شبابنا تائهًا وسط هذا العالم.... الذي يغُص بكل المغريات والملذات والشهوات.... فإجتاح العالم الآن تيارًا من التسيب والتساهل مع كل فعل شرير ومُغضب لله فانتشرت الانحرافات الأخلاقية والدينية والإجتماعية وعليه زاد تيار الجرائم بكل صورها دون رحمة أو تروى أو إحترام لآدمية الإنسان... كل هذا بسبب عدم إدراك خطورة هذا السلوك أو تقدير حجم الخطية تقديرًا حقيقيًا...
* فالخطية التي نستخف بها الآن حتى ما يبدو لنا تافهًا منها هي عبارة عن تعد على الله وتمرد علية "لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضًا: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّيًا النَّامُوسَ " (يع2: 11) وهي أيضًا عصيان لله ولكل وصاياه بل هي الموت نفسه "«اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلتُ اليَوْمَ قُدَّامَكَ الحَيَاةَ وَالخَيْرَ وَالمَوْتَ وَالشَّرَّ " (تث30: 15).
* وهنا يقول قائل هل توجد أضرار للخطية... أقول لك بالفعل توجد...
* إن الخطية تسبب للإنسان مشاكل داخلية في حياته الشخصية وأيضًا خارجية...
* فمن ضمن المشاكل الداخلية هي...
1- تفقدك السلام الداخلي فتحيا في قلق مستمر.
2- تجلب عليك الخوف.
3- تقطع رجاءك في المسيح.
4- تسبب غضب الله عليك.
1- تسبب إساءة في علاقاتك بالآخرين.
2- تجلب عليك الأمراض الجسدية.
* فعلينا أن نعرف أن الإنسان الذي يسلك في طريق الخطية إنما يسير في طريق الضياع والموت ولم يعد في يد الله الحانية بكل ما له... ويتوه في العالم وظلامة الحالك كأن إنسان فقد طريقة فيتعثر في مشيه ولا يحقق الهدف من حياته... بل تصبح حياته كلا شيء... لم يستفد هو منها ولم يفيد الآخرين... بل أصبح كائن استهلاكى للطبيعة والكون بل وكل ما تقدمه من خيرات... يأخذ ولا يعطى... فتتعرقل خطواته ويتعثر في حياته ويرى النور ظلام فيقع في فخاخ إبليس ويسقط في وسط اشراكة التي تؤدى إلى الموت الروحي للإنسان... حفظنا الله من ذلك السقوط وهذه الحياة... ولذلك نجد نتائج سلبية للخطية بل مدمرة للإنسان... فمن أهم هذه النتائج...
* إن الإنسان الذي يسلك في طريق الخطية لا يقدر أن يحتفظ بالصورة الإلهية التي خلق عليها و يفقدها بسهولة بل حتى ملامح وجهة قد تتغير بسبب سلوكة في أي خطية مسيطرة عليه، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.... فالخطية تفقد الإنسان الكثير والكثير حتى ملامح البراءة والنقاء التي تُرسم على الوجة وأيضًا تغير من سلوكة وطريقة كلامة مع الآخرين فالإنسان السكير مثلًا تجده يتكلم بكلام فارغ دون أي دراية أو تركيز لأنه فاقد الوعى والسيطرة على سلوكه وألفاظه وهكذا من تعود الكلام في الخطية يتشكل تكوينة الداخلى والخارجي بهذه الخطية وينعكس على كلماته وألفاظه وأسلوبه العام... فتجده يغضب كثيرًا ويثور ويتكلم على الآخرين ويقذفهم ببعض الشتائم العالمية التي تجرح مشاعرهم وتتركهم قتلى بل نراه لايميز ما بين الشارع والعمل والبيت فينعكس ذلك على سلوكة مع أسرته وداخل بيته، بل من الممكن أن لا يتحفظ في سلوكياته وطريقة كلامة داخل الخدمة فتجده يتكلم بنفس الأسلوب الذي يتكلم به مع الآخرين في عملة أو أي مكان آخر... فمن الممكن أن تجد هذا الشخص يميل إلى الجلوس على المقاهى أكثر أوقاته ولايذهب إلى بيته إلا على النوم لأن البيت يصبح وكأنه سجن... فلا يتحمل الجلوس مع أولاده وزوجته فيتفكك الكيان الأسرى الجميل الذي يقدم له كل محبة ومودة... فيفرط الإنسان في كل ذلك في مقابل تمسكه وتمتعه بالخطية المسيطرة عليه... وينسى ما قاله معلمنا يوحنا الرسول "بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ، وَكَذَا مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ " (1يو3: 10)، وبنفس الطريقة نجد البنت التي سيطرت عليها الخطية قد تغيرت طريقة مشيها وطريقة كلامها وملابسها وملامح وجهها وما تتحلى به من حُلى وزينة وغيرة وكل ذلك ينعكس على سلوكها وأسلوبها مع الآخرين فينظر الناس إليها في إستغراب وتعجب هل هذه فلانة المسيحية!!!... ماذا حدث لها؟... لماذا أصبحت هكذا؟... لم تكن هكذا منذ سنتين أو ثلاثة... ما الذي حدث؟... هل هي أم إنسانه غيرها تتشابة معها في الإسم والشكل؟... إنها هي نفسها ولكن ليس نفسها التي كانت عليها؟... لكنها هي (بعد التعديل)... بعدما تغيرت صورتها الإلهية التي خلقت عليها... بعدما سيطرت عليها الخطية فأحدثت فيها كل ذلك... يا للعجب!... أنها الخطية التي تفقد الإنسان صورته الإلهية...
* فإحترس أيها الأخ الحبيب والأخت المباركة من تأثير الخطية السلبى على سلوكك وألفاظك وملابسك وكلامك ومشيتك وجلوسك ووقوفك وكل شيء يحدث في حياتك اليومية...
* ولذلك أقول لك إذا طرأ أي تغيير في حياتك بسبب الخطية فيوجد أمامك بابًا مفتوحًا بإستمرار وإلهًا حنونًا ينتظر رجوعك إليه بالتوبة الخالصة من كل القلب.
* فالتوبة ليست أعمالًا خارجية أو ممارسات نسكية ولكن هي تطهير القلب الداخلى، هي عمل الله الخفى داخل القلب، فكما أخذ أحد السيرافيم جمرة نار من على المذبح ومس بها شفتى إشعياء النبي فإنتزع إثمه "... فَطَارَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّرَافِيمِ وَبِيَدِهِ جَمْرَةٌ قَدْ أَخَذَهَا بِمِلْقَطٍ مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ وَمَسَّ بِهَا فَمِي وَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ قَدْ مَسَّتْ شَفَتَيْكَ فَانْتُزِعَ إِثْمُكَ وَكُفِّرَ عَنْ خَطِيَّتِكَ»" (إش6: 5-7) هكذا التوبة أيضًا تفعل في القلب الممتلئ من السيد المسيح فهي تطهره من كل الأهواء والشهوات...
* ولنلاحظ أنه بمجرد التفكير في يوم الدينونة الرهيب ويوم الموت تنبعث في قلوبنا قشعريرة ليس لها مثيل ويقاد الإنسان إلى التوبة...
* فإذا كانت الخطية هي موت روحي للإنسان فالتوبة على عكسها إنتقال من الموت إلى الحياة لذلك صرخ معلمنا بولس قائلًا "...اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ»" (أف5: 14) وعن ذلك أيضًا قال معلمنا يعقوب "فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا " (يع5: 20).
فالتوبة إذًا عودة ثانية إلى محبة الله الغير متناهية... عودة إلى الحياة النقية الأولى التي خلق عليها الإنسان
إذا فلنرجع يا اخوتي إلي نفوسنا وعقولنا ومسيحنا وكنيستنا ومجتمعنا الذي أصبحنا متغربين عنه وخائفين منه لكي نكون خدامًا عاملين بالكلمة لا ناطقين بها فقط ليتمجد إسم المسيح القدوس ربنا امين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/get-back.html
تقصير الرابط:
tak.la/9qbmmt2