إن كان اكتشاف شريك العمر يتضمن الانفتاح المتبادل من أجل الدخول إلى أعماق "الآخر" والاقتراب من جوهره، فإن هناك من الناحية الأخرى معطلات ومعوقات تقف في طريق التكيف الحقيقي بين الشريكين.. وهناك سلبيات في صفات الشريك وطباعه يمكن أن تعوق عملية التكيف والاكتشاف...
وسوف نتعرض بشيء من التوضيح إلى أربع عقبات تقف أمام اكتشاف شريك العمر...
إن الصراحة والوضوح والمكاشفة أمور أساسية في تكوين أية علاقة صحيحة بين شخصين خاصة علاقة الصداقة، فكم بالأحرى تكون هذه الأمور شديدة الأهمية في الحياة الزوجية، تلك العلاقة الحميمة الباقية على مدى العمر، فكيف -إذن- تقوم علاقة كهذه في وجود الالتواء، أو المواربة، أو تزييف الحقائق، أو الخداع، أو تجميل الذات بصورة تجعل "الآخر" يكوَّن انطباعًا غير حقيقي "عنِّي"، ومن ثم تأتي صدمته "فيَّ" بعد الزواج حينما تزول الكُلْفَة، "وأسلك" بتلقائية، وتُكشَف حقيقة "شخصيتي"...
من بين أنماط الشخصية، الشخصية الانطوائية التي تفضل العزلة.. إنه نمط متكرر تختلف فيه شدة الانعزالية بين فرد وآخر، فهناك شخص شديد الانطوائية وآخر شديد الاجتماعية وبينهما تتراوح الشخصيات، فالشخصية الانطوائية لا تميل كثيرًا إلى الإفصاح عن ذاتها، كما لا تميل إلى الدخول في أعماق الشخصيات الأخرى، مما يعيق -بالتأكيد- عملية اكتشاف "الآخر".
على شريك العمر إذن، أن يتعلم كيف يتعامل مع الشخصية الانطوائية ليساعدها على الانفتاح، والاندماج في الحياة الاجتماعية، والتعبير التلقائي عن الذات، والوضوح مع النفس والآخرين، وذلك من خلال الحب الزوجي المسيحي.. من الناحية الأخرى فإن الشريك الانطوائي يمكنه أن يتغير ويُطوِّر شخصيته حبًا بشريك العمر الذي وفَّر له مناخًا من الحب والقبول يتحرك فيه بحرية.
يسعى الشخص المتسلط إلى فرض رأيه على "الآخر"، وبالتالي يساهم في قطع خيوط التفاهم، وهو كثيرًا ما يُقدِّم نفسه نموذجًا يُحتذَى به، ولا يتنازل عن وجهة نظره، ولا يفضل الحوار، وهو بذلك يرفض التكيف مع "الآخر" أو الانفتاح عليه.
في العناد اعتداد بالرأي وإصرار على تأكيد الذات بصورة غير موضوعية، وقد يرجع العناد إلى أسباب تربوية وخبرات تتعلق بمراحل الطفولة.. وعلى أية حال فقد يؤدي العناد إلى احتدام الصراع بينهما مما يُضيِّق المجال أمام نمو الحياة الزوجية إيجابيًا، ويُضعِف القدرة على اكتشاف "الآخر" أو التكيف معه...
في كل هذه السلبيات والمعوقات السابق ذكرها يمكن للحب الحقيقي -وهو الطاقة المعطاءة الجبارة والمغَيِّرة- أن يحَّول "الآخر" إلى الأفضل، فيأخذ الواحد بيد شريكه برفق مساعدًا إياه على تحقيق مزيد من الوضوح مع النفس والآخرين، والانطلاق من العزلة، كما يُليَّن قلبه بالمحبة الحانية فيتضاءل التسلط والعناد...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/adel-halim/lifetime-partner/obstacles.html
تقصير الرابط:
tak.la/ay7z6yg