هكذا علمنا الرب أن نقول في صلاتنا كل يوم: "لا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير" (مت 6: 13). فما هي أعماق هذه الطلبة التي نطلبها من الرب يوميًا؟
حيث نقف أمام الله كخطاه نقول له أغفر لنا. وكضعفاء نقول له: نجنا من الشرير.
عن الماضي، نقول اغفر لنا. وعن المستقبل، نقول نجنا من الشرير.. إنها طلبة إنسان متضع، يعرف أنه معرض للتجربة ومعرض للسقوط وهو لا يعتد بقوته، ولا يغتر واثقًا بنفسه. وإنما يصرخ إلي الله، طالبًا منه أن يحميه وينجيه..
إنه -في تواضعه- يعترف بقوة الخطية، والتي قال عنها الكتاب إنها: "طرحت كثيرين جرحي، وكل قتلاها أقوياء" (أم 7: 26).
يعترف في صلاته أنه ليس فوق مستوي السقوط. فهوذا تحذير الرسول "مَنْ هو قائم، فلنظر لئلا يسقط" لا تستكبر بل خف (رو 11: 20). مادام الأمر هكذا، فنحن محتاجون يا رب إلي معونتك الإلهية أست أنت القائل "بدوني لا تقدرون أن تعلموا شيئًا" (يو 15: 5). ولهذا قال المرتل في المزمور "إن لم يحرس الرب المدينة، فباطلًا سهر الحارس" (مز 127:1).. لذلك أنت الذي تنجينا لأننا لا نقدر أن ننجي أنفسنا..
أننا لسنا أعظم من القديسين الذين سقطوا..
لسنا أعظم من أبينا آدم الذي سقط، وهو في حالة روحية فائقة للطبيعة الحالية. ولسنا أكثر روحانية من داود مسيح الرب، رجل الصلاة والمزامير. ولا نحن أحكم من سليمان، الذي أخذ الحكمة من الله، وصار أحكم أهل الأرض. ولا نحن أقوي من شمشون الذي كان روح الرب يحركه (قض 13: 25). وكل هؤلاء سقطوا. لذلك نصرخ: نجنا من الشرير..
ونحن نعرف أيضا قوة إبليس الذي يحاربنا..
هذا الذي قال عنه القديس بطرس الرسول "أن إبليس عدوكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو" (1 بط 5:8). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ونحن نعترف إننا بقدرتنا الشخصية لا نستطيع أن نقوي عليه. ولكننا "نستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوينا" (في 4: 13). لذلك كلما نتذكر قوة إبليس وحيله ومكره وإلحاحه وخداعه نصرخ قائلين: لا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير. وهنا نسأل:
ما هي هذه التجارب؟ وما معني الدخول فيها؟
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/s5xtar9