ليس الاهتمام بالداخل، معناه أننا لا نهتم بأعمالنا الخارجية...
فالمفروض أن نكون قدوة. كما أن أخطاءنا الخارجية قد تعثر الآخرين.
وفي هذا قال السيد الرب: "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت5: 16) وواضح من هذه الآية أن الغرض هو تمجيد الله، وليس تمجيد الذات. وقيل أيضًا:
"معتنين بأمور حسنة قدام جميع الناس" (رو12: 17).
لأنه هكذا ينبغي أن يكون أولاد الله. وكما قال القديس يوحنا الحبيب: "كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية.. بهذا أولاد ظاهرون.." (1يو3: 9، 10) ومن جهة العثرات، قال السيد الرب: "ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة" (مت18: 7).
فالمفروض أن يسلك الإنسان من الخارج سلوكًا حسنًا مع اعتبارين:
1 – أن يكون ذلك لتمجيد الله، وليس لتمجيد ذاته.
2 – إن يكون السلوك الخارجي طبيعيًا، نابعًا من نقاوة القلب الداخلية.
وإن كنت لم تصل بعد إلى نقاوة القلب الداخلية، فاغصِب نفسك على ذلك. حقًا أنه من فضلة القلب يتكلم اللسان. فإن كانت مشاعر قلبك لم تنتق بعد من جهة بعض الناس، فليس معني هذا أن تخطئ إليهم بلسانك، لكي يكون لسانك وقلبك في خط واحد! كلا. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بل احترس بلسانك حتى لا تخسرهم. ثم بعد ذلك عود قلبك أن يكون مثل لسانك في كلامه الطيب.
وهنا يكون التغصب والرغبة في كسب الناس باحترامهم ومحبتهم، من الاعتبارات التي تضاف إلى وجوب السلوك الخارجي الحسن.
ولا يعتبر هذا لونًا من الرياء، إنما يكون في هذه الحالات لونًا من ضبط النفس. وضبط النفس من الخارج لازم ومطلوب. ويدخل في نطاق التدريبات الروحية التي يصل بها الإنسان إلى حياة النقاوة.
إذن نظف الداخل ليتفق مع الوضع الخارجي السليم. ولا تهبط بالخارج إلى مستوى الداخل، إن كان داخلك غير سليم..
المفروض أن تكون نقيًا من الداخل ومن الخارج، فحاول أن تصل إلى الأمرين معًا. وإن بدأت بأحدهما، أكمل بالآخر أيضًا.
واحتراسك الخارجي ممدوح. ولكن لا تكن مكتفيًا به، بل أضف إليه النقاوة الداخلية. وليكن هذا هو تدريبك في كل الفضائل.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/m3yc3yb