ما أصعب أن يشعر الإنسان أن شخصيته فارغة، لا قيمة لها في المجتمع الذي يعيش فيه، ولا ثمر لها، ولا تأثير!
بل حتى قد يشعر الإنسان بهذا الشعور فيما بينه وبين نفسه. وقد يقع بهذا السبب في صغر النفس. إذ يرى أنه عمق له، ولا فكر، ولا معلومات، ولا شخصية ولا قوة!
وقد يصاب بعقدة النقص، فيحاول أن يملأ نقصه بنقص آخر.
وبدلًا من أن يملأ فراغ شخصيته يضيف إليها فراغًا آخر يحاول به أن يغطي فراغه، بلا جدوى...
وما مظاهر هذا العلاج الخاطئ:
إما أن هذا الإنسان يعيش في الخيال وليس في الواقع. ويحاول أن يرضي نفسه بأحلام اليقظة حتى لا تشعر بفراغها. ولكن هذه الأحلام لا تنفعه.
لأنه يفيق من أحلام اليقظة على واقع مؤلم، لا تغيره الأحلام!
وقد يحاول آخر أن يعالج شعوره بالفراغ، بالثرثرة وكثيرة الأحاديث، كما لو كان الكلام يوجد له شخصيته. وربما يسأم الناس من كلامه ويرونه فراغًا.
وقد يحاول التغطية على فراغ شخصيته بمدح ذاته أمام الناس.
فيشرح الأعمال" العظيمة" التي قام بها! أو ينسب أعمال غيره إلى نفسه!! أو يحطم غيره انتقادًا وتشهيرًا، لكي يبدو هو في قمة المعرفة وخارج دائرة النقد! أو يقاوم العاملين لأنه يتضايق من كونهم يعملون وهو لا يعمل أو يجلس في عظمة، ويغطي فراغه بالغني والأناقة ومظاهر الكبرياء وصوتًا!
ومثال ذلك أيضًا المرأة التي تغطي على فراغ شخصيتها بالزينة والتجميل والتحلي بالذهب والأحجار الكريمة، بينما يقول المزمور:
"كل مجد ابنه الملك من داخل" (مز45).
ليت المتجمع يستطيع أن يعالج أمثال هؤلاء الذين يشعرون بفراغ في الشخصية بأن يوجد لهم ما يشغلهم ويستغل طاقاتهم المعطلة، إن كانت لهم طاقات يمكن الاستفادة بها.
ويا ليت كل إنسان يكتشف طاقاته، ويحاول أن يستغلها للخير. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). والذي يشعر بفراغ شخصيته، عليه أن يملأها، بدلًا من محاولة تغطيتها بطرق خاطئة.
وعلى كل إنسان أن يسأل نفسه كل يوم: ما هو الشيء المفيد الذي فعله في هذا اليوم؟ ويجاهد لكي يعمل عملًا، ليس من أجل أن يشعر بالامتلاء، إنما حبًا في الخير، وحبًا للناس. حينئذ سيمتلئ دون أن يسعى إلى ذلك.
وليت كل إنسان يكون له هدف كبير يسعى إليه، ويبذل كل طاقاته لتحقيقه وكلما كان هذا الهدف روحيًا ونافعًا، فإن العمل لأجله ينفذ صاحبه من الشعور بالفراغ.
وهكذا يكون الطموح علاجًا للشعور بالفراغ، على أن يكون طموحًا سليمًا، وبعيدًا عن الغرور والذاتية.
ننتقل إلى نقطة أخرى في موضوع الفراغ وهي الفراغ العاطفي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/mx5mctm