الصوم والعفة هما قهر للذات من جهة طلبات الجسد وشهواته. وهناك قهر آخر للذات من جهة النفس...
سعيد هو الإنسان الذي يراقب ذاته ويمنعها كلما تشرد نحو التَّنَعُّمات العالمية.
فقد تميل النفس إلى حب الظهور، وإلى الإعلان عن ذاتها، والسعي وراء العظمة. وفي كل ذلك ينبغي أن نقاومها.
وتقنع ذاتك التنعم بالله أفضل وأنه خير لها أن تكتنز خيراتها في العالم الآخر.
إن الذين يريدون أن يتنعموا هنا، لابد يقف أمامهم قول الرب: "الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم" (مت6: 5).
لا تحاول إذن أن تأخذ كل حقوقك على الأرض، فمن الخير أن تأخذها هناك، حيث يسمح الله كل دمعة من عينيك.
فإن مالت نفسك. أو مال جسدك إلى متع العالم الحاضر. امنعها بشدة لا قسوة عليهما. إنما ضمانًا ولأبديتهما.
فالذي يدلل ذاته هنا، إنما يهلكها... والذي يتراخي في ضبط ذاته، تقوَى ذاته عليه وتتمرد على سلوكه الروحي. بعكس الذي يدرب ذاته ويروضها في دروب الرب.
وثق أن قهر الذات لذة روحية لا تعادلها كل ملاذ الجسد.
ولعلني أكون قد كلمتك عن قهر الذات في مقال سابق عن التغصب.
ومن العجيب أن الذات تحب أن تظهر حتى في الخدمة! حيث يجب أن تختفي تمامًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/f9sh4kn