أقدم عدو حارب البشرية، وأخطر عدو، هو الذات، إن الشيطان لا يحاربك بقدر ما تحاربك ذاتك. مشكلتك الكبرى هي الذات.
الذي ينتصر على ذاته من الداخل، يستطيع أن ينتصر خارجًا على العالم وعلى جميع الشياطين، والذي تهزمه ذاته ويضعف هو أمامها، يمكن أن يقع في أية خطية.
وإذ استعرضنا تاريخ الخطية في العالم، نجد أن الذات متداخلة في كل خطية ولذلك فالإنسان المنتصر على ذاته، يكون منتصرًا في كل حرب روحية، ما دامت ذاته لا تخونه ولا تفتح أبوابه للأعداء، فلا يهمه أي عدو خارجي، وصدق القديس يوحنا ذهبي الفم قال:
لا يستطيع أحد أن يؤذي إنسانًا ما لم هذا الإنسان نفسه.
والأذية الحقيقية هي فقدان الملكوت وفقدان السلام الداخلي، وهذا لا يأتيك مطلقًا من الخارج، ما دامت نفسك قوية في الداخل.
ولعل إنسانًا يسأل: ألا تأتي عثرة من الخارج؟ إغراء.. شهوة.. محاربة خارجية؟
نقول إن الحروب الخارجية تأتي وكذلك العثرات، ولكن لا سلطان لها عليك، السلطة هي لإرادتك، المرجع الأخير هو ذاتك؟
هل أنت في داخلك تقبل العثرة أو الإغراء، أو لا تقبل؟ هل أنت تصمد أمام الحرب الخارجية أو لا تصمد؟
إن يوسف الصديق تعرض لحرب عنيفة من الخارج من امرأة فوطيفار. ولكنه لم يسقط، لأنه كان رافضًا الخطية في داخل قلبه. فلم يقبل الإغراء، وانتصر على العثرة.
إن الشيطان يقترح عليك اقتراحات ولكنه لا يرغمك على التنفيذ.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/fsphtx8