هذه الصداقات التي تضرك في روحياتك، أو في عقيدتك، أو في فكرك، والتي تتلف قلبك ومشاعرك...
أول سقطة لأمنا حواء، كانت من معاشرة رديئة بجلوسها مع الحية.
وسقطة آخاب الملك كانت بسبب زوجته إيزابل الشريرة. وكذلك كانت سقطة سليمان الحكيم بسبب زوجاته الأجنبيات.
لذلك أنصحكم باختيار أصدقائكم الذين ما أسهل أن يؤثروا عليكم بأفكارهم.
وأنصحكم بحسن اختيار شركائكم في الحياة الزوجية لأن لهم تأثيرًا بلا شك على حياتكم الروحية بالعلو أو الهبوط...
والأزواج في تأثيرهم أكثر خطرًا وعمقًا من الأصدقاء أو المعارف والزملاء...
فالصديق قد يلتقي بك في أوقات محددة. أما الزوج فهو شريك الحياة باستمرار. فيجيب انتقاؤه صالحًا من كل جهة، ليس من الناحية الاجتماعية فحسب، بل أيضًا من النواحي الروحية والعقائدية، وبعمق. ولا يصح الاكتفاء بالشكليات.
ولنتذكر في كل ذلك قول الكتاب:
"المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة" (1كو15: 33) Evil company corrupts good habits، وقوله أيضًا: "أعداء الإنسان أهل بيته" ( مت10: 36).
مثال ذلك الآباء والأمهات، حينما يمنعون أولادهم عن الصوم، وعن التدين، وعن التكريس، وعن الكنيسة والاجتماعات. بل ويدعونهم إلى الزينة وإلى الترفيهات المتنوعة، ولا يقدمون لهم قدوة صالحة ببيت متدين!
ومثال ذلك الزوج غير المتدين الذي يجر زوجته معه إلى نفس الضياع الذي هو فيه، ويسخر من تدينها، ولا يشجعها على الممارسات الروحية ويمنعها من الخدمة، ولا يعطيها فرصة للصوم ولا للتناول..! لذلك قال الرب في الإنجيل:
"مَن أحب أبًا أو أمًا أكثر مني، فلا يستحقني.." (مت10: 37).
والإنسان ربما لا يستطيع أن ينفصل على أقاربه وأهل بيته. ولكن ينبغي أن يحب الله أكثر منهم، ويطيع الله أكثر منهم، ولا يضحي بروحياته أو بدينه من أجل أقربائه.
وليذكر باستمرار قول الرسول: " ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 29).
لا يوجد أعز من الله، ولا أحب من الله. ولا يوجد أهم من مصيرك الأبدي. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ومع ذلك فهناك أشخاص يجب الابتعاد عنهم من الأقارب.. إن لم يكن ابتعادًا بالجسد، فعلي الأقل يكون الابتعاد عن طريق عدم الاشتراك معهم في التصرف، ولا في الحديث، ولا في أي شيء خاطئ.
على أن البعض قد يمنعهم الخجل من البعد عن الخاطئين أقاربًا كانوا أو أصدقاء... وبهذا يشتركون في الخطأ بسبب الخجل!
فينبغي للإنسان الروحي أن يعرف أن هناك حدودًا للخجل وأن هناك مواقف تحتاج إلى حزم وغلى قوة شخصية، وإلى تصرف جاد يبعد به عن العثرة ومسبباتها.
لقد صدق المَثَل القائل: [أسأل عن الرفيق قبل الطريق] فربما يؤثر عليك أحد أقربائك تأثيرًا يتلف نفسك أو يدخل إلى قلبك وإلى ذهنك مبادئ وأفكارًا تقود حياتك في اتجاه خاطئ.
اعلم أن قريبك الحقيقي هو الذي يقربك إلى الله، وصديقك الحقيقي ه الذي يكون صديقًا في روحياته وصادقًا في حفظه لسمعتك وفي اهتمامه بخلاص نفسك...
ننتقل إلى حرب خارجية هي: العثرات.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/qt7x247