بعض أسئلة عن التوبة:
1- خطيتي أمامي في كل حين:
سؤال
إلى أي مدى ننفذ
عبارة "خطيتي أمامي كل حين" (مز 50) هل معنى هذا أن نتذكر خطايانا
باستمرار؟
الجواب
المفروض أن نتذكر باستمرار أننا خطاة وتكون خطايانا أمامنا كل حين، لكي تجلب لنا الاتضاع وانسحاق القلب، وتشعرنا بضعفنا فنزداد حرصًا ونطلب معونة الله بالصلاة...
أما إن كان التذكار يعيد إلينا الخطية، فلنمتنع عنه...
متذكرين ما نقوله في القداس الإلهي: "تذكار الشر الملبس الموت".
وحسب تعليم الآباء، من الصالح لنا أن نبعد عن تذكر الخطايا الشهوانية والخطايا الانفعالية، لأن تذكرها قد يعيد إلينا حروب الخطية.
فإن تذكرنا خطية شهوانية، لا ندخل قد تفاصيلها لأنها معثرة.
خطية الزنا مثلًا، لا يجوز للتائب أن يتذكر تفاصليها وخطوات ارتكابها، لئلا تعود إليه شهوة الخطية مرة أخرى. حتى إن لم تحاربه الشهوة في أول مرة يذكر فيها هذه التفاصيل، يمكن أن تحاربه فيما بعد.
ومثل شهوة الزنا أيضًا، شهوة العظمة والمناصب، وشهوة المتكآت الأولى، وما يتبع كل ذلك من أحلام اليقظة.
فإن دخل التائب في تفاصيل آمالي هذه وأحلامه، وما كان يشتهيه من أوضاع ومراكز وشهوة وتقدم على الآخرين وحب للمديح والكرامة، ما أسهل أن ترجع إليه هذه المشاعر مرة أخرى، وتدغدغ حواسه، ويطيش فيها بلذة، وربما تكون سبب لأحلام من هذا النوع.
لذلك فخطية الحسد، لا يجوز الدخول في تفاصليها.
إذ سيتذكر من كان يفوقه في شيء ما، أو يتمتع بشهوة كان هو يريدها ولم يستطع. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهذه التذكارات تعيد إليه حروب شهواته القديمة، بل قد تعيد مشاعر عدم محبة نحو ذلك المحسود...
وبالمثل خطايا الغضب من إساءات ومظاهرها، وما تحرك في القلب من المشاعر الغيظ أو الحقد أو الرغبة في الانتقام.
إن تَذَكُّر التائب هذه التفاصيل، ربما يشعر أنه بدأ يسخن من الداخل وينفعل، بدلًا من أن يتبكَّت على غضبه! هذا عن دخل في التفاصيل.
على أيَّة الحالات، فليكن الإنسان رقيبًا على مشاعره.
الخطايا التي يذكرها أو يذكر تفاصيلها بطريقة أليمة تعيده إلى مشاعر الخطية، فليبعد عنها. أما التذكار الذي يجلب له الندم والدموع وانسحاق القلب، فليستمر فيه ما دام هو داخل مشاعر التوبة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/mv2xhyw