3- التأثير الخارجي الضار:
إن العشرة والصداقة والبيئة، لها بلا شك تأثير على حالة القلب...
فإن عاشرت أشخاصًا، لهم قلوب حساسة لوصايا الله، فإنك تتعلم منهم هذه الحساسية، ونتعلم الدقة في السلوك الروحي.
وإن عاشرت أشخاصًا لا يبالون، يعلمونك قساوة القلب.
ربما لولا عشرة إيزابل، ما كان آخاب الملك قد تقسَّى قلبه ليقتل نابوت اليزرعيلى (1مل 21). إيزابل هي التي قدمت له الفكرة الخاطئة، وساعدته على تنفيذها، ودبرت له كل شيء، وسهلت له العقبات، وقست قلبه فتقسَّى...
وهكذا فعلت نصيحة الشباب مع رحبعام، فتقسَّى قلبه.
نصحوه أن يقول للناس "إن خنصري أغلظ من متني أبي... أبي أدبكم بالسياط، وأنا أؤدبكم بالعقارب" (1مل 12: 8 - 11). وهكذا أفهموه الكرامة بأسلوب ضيعه. فتقسَّى قلبه، نفذ نصيحتهم...
وهكذا مَن يسهلون الخطية للآخرين، ويساعدونهم عليها.
هناك أشياء قد ينفر منها القلب بطبيعته. ولكنه إن شجعه أحد عليها، أو قاده، فإنه يستسلم ويسقط. كمن يتعلم التدخين لأول مرة، أو كجماعات الهيبز Hippies الذين كانوا يقترفون أمورًا بشعة كالعري أمام الناس، أو ممارسة الجنس أمام الأصدقاء، أو أنواع أخرى من الإباحية، ومن القتل وشرب الدماء. وكان أتباعهم يشمئزون منها في أول الأمر، ولكنهم ينقادون أخيرًا ويمارسونها، كما ورد في مذكراتهم... ويتقسَّى قلبهم.
وقد صدق أحد الأدباء، حينما قال:
"قُل لي من هم أصدقاؤك، أقول لك من أنت".
أصعب شيء هو الضمير الواسع، الذي يبرر كل خطأ، ويجد لكل خطيئة تعليلًا، ويجعل العقل في خدمة رغبات النفس. فإن وجدت هذا النوع من الناس، فابعد عنه، لئلا يغرس في قلبك أفكارًا وشهوات لم تكن فيه، يقسِّي قلبك بتبرير الخطية، أو باعتبارها شيئًا طبيعيًا، أو على الأقل يهزأ من تدقيقك في الحياة الروحية، معتبرًا ذلك تطرفًا أو عقدًا... فيقسَّى قلبك.
وقد تكون الصحبة الشريرة كتبًا أو وسائل إعلام.
أو مطبوعات، أو تسجيلات صوتية، أو أفلام، أو شرائح...
وكل ذلك يترك في نفسك تأثيرًا في اتجاه معين، ويقودك حيث لا يريد الله لك، ويعلمك أشياء جديدة قد تضرك، ويغرس فيك أفكارًا قد تغير نظرتك الروحية، فيتقسَّى قلبك... أو يقدم لك مفاهيم جديدة عن الحرية، وعن القوة، وعن الشخصية، وعن السعادة، ربما تشوش على مبادئك وقيمك...
احترس إذن. وكن مدققًا في اختيار ما تقرأ وما ترى. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وافحص ما تسمع، حتى داخل بيتك.
وافحص كل فكر جديد. وتدرب على تمييز الأرواح.
لا تقبل كل مشورة وكل فكر وكل رأى. إنما كًنْ قويًا من الداخل. ولتكن لك فضيلة الإفراز وتمييز الأرواح (1يو 4: 1). ولا تفقد مبادئك الروحية. وكن دقيقًا في اختيار أصدقائك. وكن كثير الاستشارة في كي جديد تقابله. وافحص كل شيء في ضوء تعليم الكتاب وسير القديسين والمبادئ الروحية الثابتة...
وأيضًا من الأشياء التي تساعد على تقسية القلب: الاستسلام للعوائق.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/j4hakvq