الله الذي بدأ بتجريد أيوب من المال والصحة واحترام الناس، تدخل أخيرًا لكي يجرده من العظمة والبر الذاتي.
لكي ينقيه ويطهره، ويعيد إليه كماله، من جهة. ولكي يرد سبيه، وينهي هذه التجربة المرة لصالحه. وأيضًا ليهبه حياة بارة مؤسسة علي انسحاق القلب. وهكذا بعد أن انتهي أليهو بن برخئيل البوزى من أعداد الطريق قدامه، كرسالة يوحنا المعمدان في أن يهيئ للرب شعبًا مستعدًا (فيما بعد) [ لو 1: 17].. أخيرًا تكلم الرب من العاصفة، ليرد أيوب إلي طقسه.
بدأ الله بإشعار أيوب بضعفه وجهله، وظلمه للتدبير الإلهي.
فقال "من هذا الذي يظلم القضاء بكلام بلا معرفة؟! "(أي 38: 2).. بداية حاسمة، وكأنها الخاتمة.. قطعًا إن الذي لا يدرك حكمة التدبير الإلهي، إنما يقع في الظلم، وفي الجهل بقاصد الله الخيرة.. ثم سخر به الله قائلًا " أشدد الآن حقويك كرجل. أسالك فتعلمني!! أين كنت حين أسست الأرض؟ أخبر إن كان عندك فهم! من وضع قياسها؟ لأنك تعلم!! (أي 38: 3- 5).
وظل الله يسأل أيوب أسئلة في الخليقة حتى أعجزه.
وحتى قال أيوب في انسحاق "ها أنا الحقير، فماذا أجاوبك؟! وضعت يدي علي فمي. فمرة تكلمت فلا أجيب، ومرتين فلا أزيد" (أي 40: 4، 5).
واستمر الرب في توبيخ أيوب، وفي مزيد من الأسئلة، قائلًا له: " الآن أشدد حقويك كرجل. أساله فتعلمني (فاعرفني)":
"العلك تناقض حكمي؟! تستذنبني لكي تتبرر أنت!!" (أي 40: 7، 8).
وقال له مرة أخري في سخرية " تزين الآن بالجلال والعز، والبس المجد والبهاء!! فرق فيض غضبك، وانظر كل متعظم وأخفضه. انظر إلي كل متعظم وذلله" (أي 40: 10- 12). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكانت هذه العبارة، تذكر أيوب بأنه كمتعظم، يلزمه أن يخفضه الله ويذلله، وكأنه وضع نفسه موضع الله!
وقال له أيضًا في سخرية "أنا أيضًا أحمدك، لأن يمينك تخلصك!!" (أي 40: 14).. واستمر في كلامه، إلي أن ذكر من هو " ملك علي كل بني الكبرياء "(أي 41: 34).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/nvqj52y