والإيمان يشمل الاعتقاد والثقة والاقتناع القلبي والتسليم الكامل عقلا وقلبًا. وقد عرفه القديس بولس الرسول بأنه الثقة بما يُرْجَى، والإيقان بأمور لا ترى" (عب 11: 10). فنحن نؤمن مثلا بالمعجزة. وليست هي ضد العقل، بل هي مستوى أعلى من مستوى العقل. وسميت معجزة لأن العقل يعجز عن تفسيرها إلا بأن الله صانعها. إنه يقبلها، حتى إن كان لا يفهمها. وفي حياتنا العملية، من جهة العلم مثلا ومخترعاته الحديثة:
توجد أشياء يقبلها العقل وإن كانت كثير من عقول الناس لا تفهمها ولا تستوعبها. ليس كل إنسان يفهم مثلًا ما هي الكهرباء واللاسلكي. ولكنة يقبل ذلك دون أن يفهمه. ولا كل إنسان يفهم كيف يعمل على الكومبيوتر. ولكنه يقبله..
الإيمان لا يتعارض مع العقل. ولكنه مستوى أعلى منه.
فنحن جميعًا نؤمن بوجود الروح كسبب لحياة الإنسان، دون أن نراها. فإذا حدث أن إنسانًا فارقته روحه يموت. العقل يقبل هذا، ولكنه لا يدرك كنه الروح. ولا يستطيع أن يعرف كل التفاصيل الخاصة بها. مثل شكلها ومعرفتها ومصيرها. ولكنه يقبل ما يقوله الإيمان عنها.
قيامة الأجساد نقبلها بالإيمان. دون أن يدرك العقل كيف تتم؟ وكيف تعود الأجساد بعد أن تتحول إلى تراب. لا نفهم ذلك. وليس من المهم أن نفهم. إنما المهم أن نقبل ذلك بالإيمان.
العقل يقبل ما يسلمه الإيمان لنا.
الإيمان يوصلنا إلى مرحلة أعلى من العقل. ثم يأخذ العقل هذه المرحلة ويشرحها. والأمور التي هي فوق العقل، يتسلمها الإيمان من الوحي، من الكتب المقدسة، حسبما كلم الله الأنبياء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/w3sg328