مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

50- إنك في حرب!

 

12 إنها حرب قائمة دائمة، تستمر معك طول الحياة..

ومادامت في حرب، كيف تعلن نتيجتها قبل انتهائها؟!

هذه الحرب يتحدث عنها القديس بولس الرسول فيقول: (إن مصارعتنا ليست مع لحم ودم بل مع.. أجناد الشر الروحية) (أف 6: 12). وقال لنا عن هذه الحرب: (من أجل ذلك، إلبسوا سلاح الله الكامل، لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير، وبعد أن تتموا كل شيء أن تثبتوا) (أف 6: 13) وما أجمل تلخيص الرسول لأمور الحرب هنا:

St-Takla.org Image: Nehemiah rebuilding Jerusalem walls صورة في موقع الأنبا تكلا: النبي نحميا يبني أسوار أورشليم.

حرب. سلاح. مقاومة. تتمموا كل شيء. ثبتوا.. ونحتاج في هذه الحرب إلى إطفاء جميع سهام الشرير الملتهبة (أف 6: 16).

والقديس بطرس الرسول يقول عن هذه الحرب: (اصحوا واسهروا، لأن إبليس خصمكم كأسد زائر، يجول ملتمسًا من يبتلعه هو. فقاوموه راسخين في الإيمان) (1ب 5: 8، 9) إذن هو يكلم مؤمنين، ومحاربين، ويحتاجون إلى صحو وسهر، ومقاومة لعدو شديد. والقديس بولس يريد أن نقاوم حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية (عب 12: 4).

الحرب مازالت مستمرة. ونتيجتها هي التي تقرر خلاصكم.

ولذلك فإن السيد المسيح يكرر عبارة (من يغلب..) سبع مرات في رسائله إلى الكنائس السبع التي في آسيا (رؤ 2، 3) فهل تحسب نفسك من الغالبين، والحرب مازالت مستمرة؟! انتظر إذن حتى تنتهي هذه الحرب.

13 كثيرًا ما يخيل إليك أنك قد خلصت من الخطية، ثم ترجع إليها أو إلى غيرها

مرة أخرى..!

كثيرًا ما تظن أنك صرت صديقًا بارًا، ثم ترى أن (الصديق يسقط سبع مرات ويقوم) (أم 24: 16) وكيف يقوم؟ يقوم بعمل النعمة، وبخدم المصالحة من رجال الكهنوت (2كو 5: 18، 20) وبسريّ التوبة والافخارستيا، وبمعونة من الكنيسة في افتقادها ورعايتها..

وكثيرًا ما تحولك التوبة، ليس من خاطئ إلى تائب فحسب، بل من خاطئ إلى قديس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكن هل تظن بهذا أنك قد وصلت؟! كلا، فإن الحرب ضد القديسين أخطر وأصعب!

أتراك صرت قديسًا، وظننت أنك قد خلصت؟! إذن اسمع ما يقوله سفر الرؤيا عن الوحش: (وأعطى أن يصنع حربا مع القديسين ويغلبهم) (رؤ 13: 7) هؤلاء القديسون الذي غلبهم الوحش، إلا يحتاجون إلى الخلاص؟!

14 ما أكثر صلوات القديسين طلبًا للخلاص..

وما أكثر صلواتنا اليومية التي نصليها بالمزامير طلبًا للخلاص. ونقول فيها: (اللهم باسمك خلصني) (مز 53) (انضح على بزوفاك فاخلص، واغسلني فأبيض أكثر من الثلج) (مز 50) (إلى متى أردد هذه المشورات في نفسي، وهذه الأوجاع في قلبي النهار كله؟ إلى متى يرتفع عدوى على) (مز 12).

15 فمادامت الحرب الروحية التي تهدد خلاصنا، هي طول الحياة كلها إذن فهذا الخلاص هو قصة الحياة كلها.

لا تستكبِر بل خَفْ

بدعة الخلاص في لحظة كتب البابا شنوده

الخلاص بالتوبة والتناول

---