لا يوجد هيكل ولا مذبح في كنائس البروتستانت، لسبب أكثر خطورة هو أنه لا توجد ذبيحة. فمن جهة الذبيحة سنتحدث عنها حينما نطرق موضوع سر الإفخارستيا، وموضوع سر الكهنوت، أما الآن فيقتصر حديثنا على المذبح:
1) الحديث عن المذبح موجود بكثرة في العهد القديم. ولكن البروتستانت يرونه مجرد رمز لذبيحة المسيح على الصليب. وقد انتهَى أمره، لذلك علينا في الحوار معهم أن نأتي بنصوص من الكتاب عن المذبح في العهد الجديد.
2) يقول القديس بولس الرسول "لنا مذبح لا سلطان للذين يخدمون المسكن أن يأكلوا منه" (عب10:13). والمقصود بالمسكن هو خيمة الاجتماع أو الهيكل القديم.
ويعلق القديس يوحنا ذهبي الفم على ذلك فيقول إن بولس الرسول انتقل من الرمز إلى الأصل... وأنه أصبح لنا سلطان أن نتناول من الدم الذي كان من سلطان الكاهن وحده.
3) توجد نبوءة في سفر إشعياء النبي عن المذبح في وسط أرض مصر بالذات، إذ يقول "في تلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وعمود للرب عند تخمها. فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر... فَيُعْرَف الرب في مصر. ويعرف المصريون الرب في ذلك اليوم، ويقدمون ذبيحة وتقدمة" (أش18: 19-21).
وطبعًا المقصود بهذا المذبح، هو مذبح العهد الجديد، في العصر المسيحي، لأن اليهود ما كانوا يقدمون أية ذبيحة في أرض أممية. كما أن مصر ما كانت تسمح لهم. لذلك كان هذا النداء الموجه إلى فرعون أيام موسى وهارون "أطلق شعبي ليعبدني" (خر20:8). فأبَى أن "يُطْلِقَ الشَّعْبَ لِيَذْبَحَ لِلرَّبِّ" (خر29:8). وفرعون لما قدم وعده الأول بعد ضربة الذباب قال "أنا أطلقكم لتذبحوا للرب في البرية" (خر28:8). من كل هذا يُفْهَم أنهم ما كانوا يقدرون أن يقدموا ذبيحة في مصر.
فمتى عرف المصريين الرب، ومتى صار لهم مذبح، وقدموا ذبائح للرب؟ إنه العصر المسيحي بلا شك.
وهذا دليل واضح على وجود مذبح في المسيحية تُقَدَّم عليه الذبائح.
4) ولأن الرب أراد أن تكون كلمة المذبح راسخة في أفكار وقلوب الناس، ذكر هذه الكلمة أكثر من مرة في سفر الرؤيا الذي كُتِبَ في أواخر القرن الأول للميلاد، بعد استشهاد جميع رسل وتلاميذ المسيح.
قال القديس يوحنا الإنجيلي "وَجَاءَ مَلاَكٌ آخَرُ وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَأُعْطِيَ بَخُورًا كَثِيرًا" (رؤ3:8).
وقال أيضًا "رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم" (رؤ9:6).
5) إن المذبح سيظل قائمًا، طالما كانت أمامنا عبارات الوحي الإلهي التي تقول "جسد الرب ودمه" (1كو11: 27) (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ما دام هناك دم، إذًا فبالضرورة يكون هناك مذبح. وبالضرورة يوجد هيكل يحوي المذبح داخله.
وسنناقش هذا الموضوع بالتفصيل بمشيئة الرب حينما نعرض لموضوع الذبيحة المقدسة والكاهن خادم المذبح.
الصور
والأيقونات |
في الحوار اللاهوتي اللاهوت المقارن -1 |
البخور |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/q9pk2ja