حقًا إن التوبة عمل داخل القلب، يشمل الندم وتبكيت الضمير والعزم على ترك الخطية وتركها بالفعل، قلبًا وعملًا. ولكن التوبة تتم داخل الكنيسة بالاعتراف والتحليل...
من جهة الخاطئ، الاعتراف بالخطية. ومن جهة الكاهن، قراءة التحليل وَمَنْح المغفرة "اقبلوا الروح القدس، مَن غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو20: 22، 23).
ويتبع هذا أيضًا الإرشاد الذي يتلقاه التائب من أبيه الروحي، لكيما يثبت في توبته.
أما الطوائف البروتستانتية، فتقدم توبة منفصلة تمامًا عن الكنيسة، مجرد عمل فردي لا علاقة له بالكهنوت. لأن البروتستانتية لا تؤمن بالكهنوت إنما تؤمن بعلاقة مباشرة مع الله. والطوائف البروتستانتية في هذا الأمر على نوعين:
1) نوع يهاجم الاعتراف والكهنوت علنًا. وهو النوع الأضعف لأنه مكشوف، يحترس منه الثابتون في العقيدة، كما أن آراءه ظاهرة يمكن الرد عليها.
2) النوع الثاني لا يهاجم الاعتراف ولا الكهنوت ولا التناول، لكنه يريد أن ينسي الناس هذا الأسرار، بعدم الحديث عنها، وبتقديم بديل لها، كأن يقول: أنت محتاج إلى التوبة، والرجوع إلى الله (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). اذهب إليه اطرح نفسك عند قدميه، اترك خطاياك عنده ليمحوها بدمه، وتخرج في الحال مبررًا. كأن لم يخطئ من قبل. يغسلك فتبيض أكثر من الثلج...
وفي كل هذا، لا يتحدث عن أهمية الاعتراف والتحليل والتناول، يتركها لينساها الناس. وفي نفس الوقت يرون أمامهم كلامًا روحيًا، فينخدعون به، وما أكثر البسطاء، إنه طريق غير مكشوف، وواجبنا أن نكشفه للناس.
التوبة والخلاص |
في الحوار اللاهوتي اللاهوت المقارن -1 |
التوبة والاعتراف |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4vgh25f