7- وكلما يزداد ثمر الروح، تزداد الحرارة الروحية في الإنسان.
وفي هذا المعنى يوصينا الرسول أن نكون "حارين في الروح" (رو12: 11). لقد قيل عن الرب "إلهنا نار أكله" (عب12: 29). كذلك فالذي يسكن فيه روح الله ، لابد أن يكون مشتعلًا بهذه النار المقدسة.
وهكذا حل روح الله كألسنة من نار على التلاميذ.
فأشعلهم نارًا غيرة مقدسة، ألهبتهم للخدمة، فملأوا الكون كرازة. وهؤلاء "الذين لا قول لهم ولا كلام، وصلت أقوالهم إلى أقطار المسكونة" (مز19).
نستطيع إذن أن نعرف رجل الله، من ثمار الروح التي تظهر في حياته. لأن الرب يقول "من ثِمارهم تعرفونهم" (مت7: 20).
ويمكننا أيضًا أن نعرفه من حرارته الروحية.
فصلاته صلاة حارة في ألفاظها وفي دموعها وفي إيمانها وفي لهجتها، صلاة تزعزع المكان كما حدث مع التلاميذ (أع4: 31). والإنسان الروحي تكون خدمته خدمة حارة في قوتها وفي انتشارها. وفي تأثيرها، وفي غيرتها المقدسة وحماسها العجيب ... خدمة كلها نشاط، وتأتي بثمر كثير.
والإنسان الذي يعمل فيه روح الله، يعرف بحرارة المحبة.
هذه المحبة الملتهبة من نحو الله والناس، التي قيل عنها في سفر النشيد "مياه كثيرة لا نستطيع أن تطفئ المحبة" (نش8: 7). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وتشمل هذه المحبة كل أحد وتسعى بكل قوة في خدمة الناس، ولخلاص الناس.
لذلك إن كنت إنسانًا ليست فيك حرارة.
فاعرف أن عمل الروح فيك لي كما ينبغي.
وطبعًا من محاربات هذه الحرارة، الفتور الروحي... وإن زاد الفتور في إنسان، وطالت مدته، يتحول إلى برودة روحية... ويصير هذا الإنسان جثة هامدة في الكنيسة... ولا حركة، ولا بركة.
هنا وأقوال إن البعض يفهم الوداعة بطريقة خاطئة.
فيظن أنه في وداعته، يكون بلا حرارة ولا حيوية!! لا يتأثر ولا يؤثر، ولا تشتعل عواطفه، ولا يغار للرب!! كلا، فالسيد المسيح كان وديعًا ومتواضع القلب، ومع ذلك كان حارًا في عواطفه وفي خدمته، يجول يصنع خيرًا (أع10: 38).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/h47w2mk