البعض يستخدم الطيبة أو الوداعة وحدها. والبعض يحبون الحزم والسلوك والقوَى كمنهج حياة. أما الحكمة فتقول:
استخدم الحزم حينما يلزم الحزم لحسم الأمور. واستخدم الوداعة حينما تحسن الوداعة.
وفي وداعتك لا تكن لينًا بطريقة تتعبك... وفي حزمك لا تكن عنيفًا بطريقة تتعب غيرك. والسيد المسيح استخدم الوداعة والحزم.
كان وديعًا ومتواضع القلب. فقيل عنه إنه "لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف. وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (متى12: 19، 20).
وكان حازمًا حينما وبخ الكتبة والفريسيين بشدة وقال هم "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون..." (متى23)...
وكان السيد المسيح حازمًا حتى في توبيخه لتلميذه القديس بطرس...
فقد قال له في إحدى المرات... "اذهب عني يا شيطان... أنت معثرة لي، لأنك لا تهتم بما لله، لكن بما للناس" (متى 16: 23).
إلى هذا الحد كان السيد المسيح الوديع حازمًا في هذا الموقف. وبنفس الوضع قال للقديس بطرس حينما احتشم من غسل رجليه "إن لم أغسلك لا يكون لك معي نصيب" (يو13: 8).
إذن هناك مواقف تحتاج إلى حزم. ومن أمثلتها تطهير الرب للهيكل.
إن السيد المسيح الطبيب الوديع الذي قال للمرأة الخاطئة "اذهبي ولا أنا أدينك" (يو8: 11). أنقذها ممن يدينوها، نراه هنا يطرد الباعة، ويفتل سوطًا، ويقلب موائد الصيارفة، ويأمر برفع أقفاص الحمام من هناك.
وهنا في حزم الرب، نراه لم يتخذ موقفًا واحدًا مع الكل: إنما تصرف بدرجات مع كل مجال بما يناسبه.
موائد الصيارفة قَلَبَها. ولم يقلب أقفاص الحمام. هناك من وبخهم بالكلام، ومن طردهم. وموقف فتل له سوطًا... إذن كل شيء تم بإفراز، حسبما يستلزم الموقف.
فإن كنت تحب الوداعة والطيبة: ورأيت أمامك شخصيًا يأخذ موقفًا حازمًا لا تقل: إنني قد أعثرت. وقد تحطمت المثاليات أمامي...
هنا تبدو خطورة الفضيلة الواحدة. فالحياة الروحية ليست فضيلة واحدة مع إهمال غيرها. إنما هي حياة متكاملة فيها كل الفضائل. ومن جميعها يتكون نسيج روحي واحد.
وفي بعض المواقف يكون عدم الحزم خطية كما حدث مع عالي الكاهن.
لقد عاقبه الله عقوبة شديدة، ونزع الكهنوت من نسله، وذلك لأنه لم يكن حازمًا في تربية أولاده، حقًا أنه نبهه إلى أخطائهم. ولكنه لم يتصرف في ذلك بحزم. إنما كان لينًا في توبيخه... (1صم3: 12-14).
لذلك لسنا نعجب من الحزم
الذي تصرف به
القديس بطرس مع حنانيا وسفيره (أع 5: 1-11).
إنه حكم عليها بالموت، ولم يعطها فرصه التوبة. لأن الحزم وقتذاك كان لازمًا لبنيان الكنيسة في بدء حياتهم لا يدخل إليها التسيب وتدخل إليها الخيانة والكذب. وهكذا قيل بعد. عقوبة حنانيا وسفيره "فصار خوف عظيم على جميع الكنيسة".
وهنا نرى ملاحظة هامة وهي لزوم الخوف أحيانًا كما يلزم الحب تمامًا وليس من تعارض...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/mp2ryzn