بغيرة الآباء الرسل تأسست الكنيسة وانتشرت في الأرض كلها.
هؤلاء الذين لا صوت لهم ولا كلام، إلى أقصاء المسكونة بلغت أصواتهم. بعزيمة لا تفتر وعمل لا يعرف الراحة، وباحتمال عجيب. لذلك استطاعوا أيقولوا لما حاولوا منعهم:
"نحن لا يمكننا أن لا نتكلم..." (أع 4: 20).
"ينبغي أن يُطَاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 29).
وهكذا كانوا "يتكلمون بكلام الله مجاهرة" بكل شجاعة "وكانوا كل يوم في الهيكل وفى البيوت معلمين ومبشرين بيسوع المسيح" (أع 5: 42) "وكان الرب كل يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون" (أع 2: 47) "وكان مؤمنون ينضمون إلى الرب أكثر، جماهير من رجال ونساء" (أع 5: 14).
ومن أجل غيرة الرسل احتملوا الجلد والإهانة والسجن.
ولما سجنوهم وجلدوهم ثم أطلقوهم "خرجوا فرحين لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه" (أع 5: 41). ولما أوقفوهم أمام المجمع قال لهم رئيس الكهنة " أما أوصيناكم وصية أن لا تعلموا بهذا الاسم. وها أنتم قد ملأتم أورشليم بتعليمكم، وتريدون أن تجلبوا علينا دم هذا الإنسان" (أع 5: 28). ولما طردوهم من أورشليم بعد استشهاد أستفانوس، يقول عنهم الكتاب:
"الذين تشتتوا، جالوا مبشرين بالكلمة" (أع 8: 4).
كانوا كقطع من فحم، أشعلتها نار الروح القدس (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات) في يوم الخمسين، فتطايرت شراراتها إلى أقصاء الأرض، واشتعل العالم نارًا...
وهكذا نفذوا وصية الرب الذي قال لهم "... وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة، وإلى أقصى الأرض" (أع 1: 8).
لقد شهدوا للمسيح، ونالوا في ذلك أكاليل الشهادة.
وكانوا لا يخافون الموت إطلاقًا، ولا تزعجهم الضيقات ولا العذابات ولا المحاكمات ولا السجون. المهم أن يشهدوا للرب وليكن بعد ذلك ما يكون...
وإلى جوار الاثني عشر في الغيرة، لا بُد أن نضع اسم بولس الرسول.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4pamq9y