قبل أن نتكلم عن الأبوة الروحية التي للآباء الكهنة، بكل درجاتهم، من القس إلى رئيس الأساقفة، يحسن بنا أولًا، أن نذكر اعتراضًا يقدمه منكرو الكهنوت ونرد عليه.
الاعتراض الخامس
يقول منكرو الكهنوت: [ كيف ندعو القسوس والأساقفة آباء، بينما السيد المسيح يقول لتلاميذه: "لا تدعوا لكم أبًا على الأرض، لأن أباكم واحد الذي في السموات" (مت 23: 9)
الرد على الاعتراض
1-السيد المسيح قال: "لا تدعوا لكم أبًا.." كما قال أيضًا: "ولا تدعوا معلمين، لأن معلمكم واحد المسيح" (مت 3: 10). (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقد شرحنا في الفصل السابق اهتمام المسيح ورسله بالتعليم، وكيف أن الله أعطى البعض أن يكونوا " مبشرين ومعلمين" (أف 4: 11 ) وأن ذلك لازم " لأجل تكميل القديسين، لعمل الخدمة، لبنيان جسد المسيح" (أف 4: 12). كما قال الرسول: المعلم ففي التعليم" (رو 12: 7).
وخلصنا من ذلك أن قول المسيح: "لا تدعوا لكم معلمين" قيلت للرسل وليس لباقي الشعب الذين لهم معلمون ومرشدون. وكما تنطبق هذه العبارة على الرسل وحدهم، تنطبق من بعدهم على خلفائهم من رؤساء الكنائس
هل يجوز لنا أن نقول معلمنا بولس الرسول، معلمنا بطرس الرسول أم لا؟ وهل لو قلنا هذا، نكون قد كسرنا وصية الرب، لأن معلمنا واحد هو المسيح؟!
أم أن عبارة: "لا تدعوا معلمين" خاصة بالرسل وحدهم، الذين من جهة الواقع لم يكن لهم سوى معلم واحد هو المسيح؟
ونفس الوضع نقوله عن عبارة: "لا تدعوا لكم أبًا". هذه العبارة للرسل ولخلفائهم، الذين ليس لهم آباء على الأرض.
أما باقي الشعب، فله آباء روحيون، كما سنرى.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/xt77h7q