الطموح هو الرغبة في الازدياد، والتطلع باستمرار إلى قدام.
هو حالة إنسان لا يكتفي، ولا يحب أن يقف عند حد.
فهل هذا خطأ أم صواب؟ هل هو وضع روحي أم غير روحي، طبيعي أم غير طبيعي؟ يستمر فيه الإنسان أم يقاومه؟ إنه سؤال هام نجيب عليه الآن، من حيث نوعية الطموح واتجاه مساره.
الطموح هو شيء طبيعي. جزء من طبيعة الإنسان.
فكيف ذلك؟ نقول إن الإنسان قد خلق على صورة الله ومثاله. والله غير محدود فكيف يكون الإنسان على صورة الله في هذه الصفة بالذات، بينما الله هو الوحيد غير المحدود؟ الإجابة هي:
ما دام الإنسان لا يمكن أنت يكون غير محدود في ذاته، لأن هذه صفة الله، لذلك أصبحت عدم المحدودية يمكن أن تكون في رغباته وفي طموحاته (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. كلما يصل إلى وضع، يشتاق إلى ما هو لأعلى، وما هو أفضل، في النطاق المسموح به لإنسانيته، بحيث (لا يرتئي فوق ما ينبغي... بل يرتئي إلى التعقل) (رو 12: 3).
ما دام الإنسان على صورة الله، إذن فالطموح شيء طبيعي.
ولكن يختلف الطموح من شخص لآخر.
وحسب نوع الطموح عليه بأنه خير أو شر...
"لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله" (أف 4: 18، 19).
صدقوني يا أخوتي أنني أقف مبهوتًا ومنذهلًا، أمام هذه العبارة الأخيرة:
(لكي تمتلئوا إلى كل مِلء الله)..!
ما دام طريق الكمال طويلًا جدًا إلى هذا الحد، وإلى هذا المفهوم العميق، إذن ينبغي علينا أن لا نسير فيه ببطء أو تكاسل، بل نستمع إلى القديس المختبر وهو يقول (اركضوا لكي تنالوا..) (1كو 19: 24) ويطبق هذا على نفسه فيقول (إذن أنا أركض هكذا) (1كو 9: 26). عجبًا على هذا القديس، الذي كان ما زال يركض، حتى بعد أن صعد إلى السماء الثالثة.
الطموح المقدس إذن هو طموح روحي.
نحو الهدف الروحي، وبأسلوب روحي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/9f8hs8t