ومن تميز القديس مار مرقس أيضًا، أنه هو أول من كتب نصًا للقداس الإلهي، في هذا الزمن المبكر للكرازة بعد حلول الروح القدس في يوم الخمسين، وهو نفس التوقيت الذي كتب فيه القديس يعقوب أسقف أورشليم ليتورجيته وصلى بها في يوم الأربعاء التالي ليوم أحد العنصرة.
فالقديس مار مرقس قد عاين تأسيس الرب يسوع المسيح لسر الأفخارستيا في بيته، وأدرك أهمية الإفخارستيا في حياة الكنيسة.
ويعتبر هذا القداس هو أساس لكل القداسات التي كتبت، وتصلى بها الكنائس عامة، وكنيسة الإسكندرية خاصة حتى اليوم. وهناك العديد من المخطوطات والبرديات والموجودة في مكتبات ومتاحف الجامعات والكنائس بالغرب، مثل مكتبة الفاتيكان، ومكتبة ستراسبورج، والمتحف البريطاني، وجامعة مانشيستر، وجامعة ميسينيس، وكلها تحفظ هذا القداس الذي للقديس مار مرقس، ولعل من أشهر هذه المخطوطات والبرديات: مخطوط رقم 2147 من دير سيناء، وبردية رقم 254 بستراسبورج، ويردية دير البلايزا.
ومن المعروف تاريخيًا أن القديس البابا كيرلس الكبير عمود الدين 24 (412-444)، قد أضاف على قداس القديس مار مرقس بعض الصلوات، ومن ثم نُسب إليه ويُعرف باسم "القداس الكيرلسي".
وهكذا..
كان العظيم ناظر الإله الإنجيلي مرقس الرسول يحمل إيمانًا حيًا، وحقيقيًا ونقيًا ومقدسًا، وكان قلبه يدرك أن السيد المسيح هو الإله والفادي والمخلص، وكان يكرز ويبشر ويعمل في كل المسكونة بهذا الإيمان المُعاش. فضلا عن تميزه الواضح في كل شيء، مما جعل كرازته قائمة حتى اليوم تشهد لملكوت الله، وتشهد لشخصيته المباركة الفاعلة والشاخصة نحو الأبدية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/zgs9nqb