إن اسم الإنسان هو أعز ما يملك. إذا نظرت إلى أي طفل عندما تناديه باسم آخر غير اسمه، سوف تجده متضايقا جدًا، وخاصة إذا كررت ذلك معه أكثر من مرة. إن تذكرك لاسم مُحدثك هو المفتاح للدخول إلى قلبه، ودليل على أن العلاقة بينكم علاقة صداقة وليست معرفة سطحية.
والرب يسوع المسيح استطاع أن يملك قلب زكا العشار، حينما ناداه باسمه (إنجيل لوقا 19: 5)، وربحه وأعلن عن ذلك قائلا: «الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهَذَا الْبَيْتِ إِذْ هُوَ أَيْضًا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ» (إنجيل لوقا 19: 10). وأعطانا مثالًا للراعي الصالح الذي يعرف خاصته، ويدعوها بأسماء (إنجيل يوحنا 10: 3)، مما يشعر الإنسان بالانتماء والتلاقي مع هذا الذي يناديه باسمه.
حين تذكر اسم من تتحدث إليه فإن ذلك دليل على أنك تحمل في قلبك مكانًا خاصًا لهذا الصديق. يؤكد الله بنفسه على هذه الحقيقة، حينما يؤكد لكل من يحبه على لسان إشعياء النبي قائلًا: " لأَجْلِ عَبْدِي يَعْقُوبَ وَإِسْرَائِيلَ مُخْتَارِي دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. لَقَّبْتُكَ وَأَنْتَ لَسْتَ تَعْرِفُنِي" (سفر إشعياء 45: 4). وموسى النبي عندما دخل في محاجة مع الله يقول له: " انْظُرْ! أنت قَائِلٌ لِي اصْعِدْ هَذَا الشَّعْبَ وأنت لَمْ تُعَرِّفْنِي مَنْ تُرْسِلُ مَعِي. وأنت قَدْ قُلْتَ: عَرَفْتُكَ بِاسْمِكَ وَوَجَدْتَ أيضا نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ" (سفر الخروج 33: 12). وكأن معرفة الله لاسم موسى يعطي موسى الحق في أن يتكلم مع الله بدالة شديدة، ويتعاتب معه في أي شيء.
والسيد المسيح في الأبدية سوف يعطينا اسمًا جديدا وكأنه يدلل محبيه ومختاريه الذين ربحهم لملكوته.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5gm6sx6