سادسًا: كانت كرازة الرسل في منتهى الصعوبة إذ هم ينادون بإله مصلوب.. كانت كرازتهم ضد العقل ومع ذلك كانوا يصرون عليها "ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبًا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" (1 كو 1: 23).
فلو فترضنا جدلًا حدوث تحريف وزيادة ونقصان، ألم يكن من المنطقي حذف مواقف الضعف التي ظهر فيها السيد له المجد؟!
ألم يكن من المنطقي حذف ما تعرض له الإله المتجسد من إهانات وسخرية واستهزاء ولطم وضرب وبصاق وجلد وصلب؟!
ألم يكن من المنطقي حذف خوف التلاميذ وهروبهم أثناء الصلب؟!
|
|
ألم يكن من المنطقي حذف صورة الشك التي ظهر فيها التلاميذ إذ أنهم لم يصدقوا القيامة إلا بعد ظهور المسيح لهم؟!
لم يحدث العكس.. أي أن هذه الأمور غير صحيحة وغير حقيقية ثم أضافوها؟!
وبنفس المنطق.. لو افترضنا جدلًا حدوث تحريف في العهد القديم، أما كان يحذف اليهود صور الضعف التي ظهر فيها أنبياؤهم؟!
سكر وعري نوح، وكذب إبراهيم، وخداع يعقوب، ومخالفة موسى، وزنى وقتل داود، وهروب إيليا، ومخالفة يونان..إلخ.
سابعًا: مع نهاية القرن الأول كانت المسيحية قد انتشرت في قارات العالم.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). في فلسطين وسوريا ولبنان والعراق وإيران والهند بآسيا.. في مصر والخمس مدن الغربية والحبشة بأفريقيا، واليونان ورومية وحتى أسبانيا بأوروبا..
وفي نهاية القرن الرابع صارت المسيحية هي الديانة الرسمية في العالم كله، وصار الأباطرة من المسيحيين.
وهنا تتوالي الأسئلة:
في أي عصر من العصور حدث التحريف؟!
وفي عهد أي من الملوك أو الأباطرة تم التحريف؟!
كيف أمكن جمع كل النسخ من جميع بلاد العالم؟!
هل تم تحريف النسخ جميعها وإعادتها إلى أصحابها؟!
أم هل تم إعدامها ونشر الجديد عوضًا عنها؟!
ألم تنجو نسخة واحدة من هذه المذبحة الرهيبة للكتاب؟!
وهل صمت التاريخ عن ذكر هذه الحادثة؟!
وهل خرس جميع المؤرخين وأُمسِكت أيديهم عن الكتابة؟!
وهل غيَّر ملايين المسيحيين معتقداتهم في لحظة وغمضة عين؟!
وهل صمت المسيحيون واستسلموا للتغيير دون أدني مقاومة تذكر؟!
أين الشجعان الذين تحدوا العذابات والوحوش والنار؟!
هل خافوا وارتعبوا واستسلموا للتحريف؟!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/qgrtzt8
