مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الفيلوكاليا، الجزء الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي

487- الظنون والإدانة

 

St-Takla.org Image: William Blake - Illustrations to the Book of Job, object 7 (Butlin 550.7) "Job's Comforters". صورة في موقع الأنبا تكلا: من الصور الإيضاحية لـ سفر أيوب - رسم الفنان وليم بليك - معزو أيوب (أصحابه).

103

الظنون والإدانة | من أقوال الأب دوروثيؤس:-

عندما تلتقي بالآخرين يلزمك قبل كل شيء أن تتجنب الظن الذي يقود إلى الإدانة الشريرة.

لدى أمثلة عديدة تؤكد الحقيقة بأن كل إنسان يحكم على الآخرين حسب شخصيته الخاصة. مثال ذلك افترض أن إنسانًا كان جالسًا في موضع ما ليلًا، رأوه ثلاثة رجال سائرين، يفكر أحدهما بأنه هذا جالس ينتظر إنسانًا ليرتكب الزنا، وآخر يقول بأن لا بد وأن يكون لصًا، والثالث يفكر بأنه قد اتفق مع جارٍ له ليذهبا ويصليان معًا... هكذا رأي الثلاثة إنسانًا واحدًا في مكان واحد، لكن أفكارهم نحوه لم تكن واحدة، بل بلغ كل منهم إلى نتيجة مستقلة. ومن الواضح أن كلا منهم شكَّل الموقف حسب حالة نفسه.

فكما أن أصحاب الأجساد المريضة بمرض الصفراء، يتحول كل طعام يأكلونه إلى عصارة مضرة، حتى ولو كان الطعام صالحًا، هكذا من كانت نفسه مريضة يصيبها ضرر من كل شيء، حتى وإن التقت بأمور صالحة. الإنسان الذي نفسه سليمة يكون كمن جسده سليم إذ تتحول الأطعمة فيه إلى عصارة مفيدة، حتى ولو كان فيها بعض الأشياء المضرة. هكذا عندما تكون روحنا صالحة تستطيع أن تستفيد من كل شيء حتى ولو كان الشيء غير مفيد.

ادرس حالك بروح الصلاة

الفيلوكاليا، الجزء الأول كتب القمص تادرس يعقوب ملطي

صوم الحواس

---