9
الاقتراب من العالم والاتحاد معه | من أقوال الأب دوروثيؤس:-
إننا نترك العالم، وهكذا ليتنا نترك الاقتراب إليه. لأن الاقتراب إليه يربطنا به مرة أخرى ويوحّدنا معه، ولو في أمور تافهة عادية ليست بذات قيمة.
فإن أردنا التحوّل عنه تمامًا والتحرر من الاقتراب إليه، يلزمنا أن نتعلم قطع رغباتنا، حتى بالنسبة للأمور القليلة الشأن. لأنه لا شيء ينفع البشر مثل تركهم رغباتهم. فبالحقيقة لا توجد فضيلة أخرى أنفع للإنسان من هذه.
يستطيع الإنسان أن يمارس قطعه لإرادته ورغباته الخاصة في كل لحظة. فلو أن إنسانًا كان يمشى وإذ بفكره يقول له: "تطلع إلى هذا وذاك"، يقدر أن يقطع رغبته هذه ولا ينفذها.
قد يقابل أناسًا يتكلمون، فيقول له فكره: "تحدث معهم بقليلٍ من الكلام"، لكنه يقطع رغبته ولا يتكلم.
قد يذهب إلى المطبخ، فيقول له فكره: "لنذهب ونرى ماذا يطبخون"، لكنه يقطع رغبته ولا يذهب الخ.
بقطع الإنسان رغباته بهذه الكيفية، تتكون لديه عادة قطع رغباته، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وإذ يبدأ بالأمور الصغيرة ينتهي إلى قدرته على قطع رغباته قطعًا تامًا في الأمور الكبيرة بسهولة وهدوء.
وفي النهاية يبدأ ألا تكون له رغبة خاصة بالمرة، ويبقى غير مضطرب مهما حدث.
وهكذا إذ يقطع الناس رغباتهم ينالون عدم الاقتراب (من العالم)، وبعدم اقترابهم منه يرتفعون بعون الله إلى "اللاهَوَى".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5fyzq4y