كثيرًا ما تحدثت عن النسك في الكنيسة القبطية ومفاهيمها اللاهوتية وحياتها التعبدية وسلوكها. لذا اكتفى هنا بإبراز النقاط التالية:
1- أثر الحياة النسكية على الكنيسة القبطية واضح في عبادتها، فالألحان طويلة لكنها ممتعة ومبهجة للنفس، أصوامها كثيرة تتعدى النصف سنة سنويًا، ليتورجياتها تتركز حول انتظار مجيء السيد المسيح (بفكر اسخاتولوجي).
2- عرفت الكنيسة القبطية بكثرة عدد شهدائها حتى يتطلع البعض إلى بقائها كعمل إلهي معجزي. مدن بأسرها استشهدت، وكان الشهداء يواجهون مضطهديهم بفرح كمن ينتظر التمتع بإكليل الاستشهاد.
3- كان للفكر النسكي الروحي أثره على اللاهوت الإسكندري، إذ حمل اتجاهًا خلاصيًا، فتركز اللاهوت في التمتع بالخلاص (سوتيريولوجي) Soteriology. اللاهوت ليس موضع أفكار فلسفية للمباحثات بقدر ما هو متعة لتذوق عمل الله الخلاصي في حياة المؤمن(59).
4- الحياة النسكية لا تعني معاداة الجسد وحواسه وطاقاته، وإنما بالحري التطلع إليه بقدسية خاصة كمعين للنفس(60).
5- إن كانت الحياة النسكية قد مهدت الطريق لبدء انطلاق الحركات الرهبانية بكل صورها من نظام الوحدة، ونظام الجماعات، ونظام الشركة، فإن هذه الحركات كانت تهدف إلى حياة الاتحاد مع الله، بصورة أو أخرى. لهذا فهم المصريون الوحدة لا بمعنى العزلة عن الناس بل الوحدة مع الله. فالراهب حتى وإن عاش في البرية وحده لا يعتزل بقلبه البشرية بل يحملهم بالحب في قلبه، يصلي من أجلهم، ويئن مع أنينهم، مشتاقًا نحو خلاص الكل.
6- قاوم كثير من الآباء المصريين المبالغة في النسك، خاصة إن كان بدون إفراز (تمييز) أو حكمة.
_____
(59) Father: Tadros Y. Malaty: The Terms: "Physis & Hypostasis" in the Early Church. September 1986, p. 19f.
(60) القمص تادرس يعقوب ملطي، قاموس آباء الكنيسة وقديسيها، حرف أ، 1986، ص. 12.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/xgaj36p