انعقد المجمع المسكوني الثاني سنة 381 م بمدينة القسطنطينية، بدعوة من الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير، حضره 150 أسقفًا، أساسًا لمحاكمة مقدونيوس؛ منكر لاهوت الروح القدس. وهو رجل أرياسي استطاع أن يصير بطريركا على القسطنطينية.
كان للبابا الإسكندري تيموثاوس دوره الفعال في المجمع، حتى قال المؤرخ سوزومين(54) إنه كان رئيسًا للمجمع.
إذ انتهى المجمع من معالجة الأمور اللاهوتية بقوة، ونوقشت بعض الأمور الإدارية فدخلت الكرامة الزمنية إلى الكنيسة، فجعل المجمع كرامة الإسكندرية بعد روما والقسطنطينية، الأولى لأنها العاصمة والثانية لأنها روما الجديدة، فانسحب البابا والأساقفة.
هذا الانسحاب لم يقلل من غيرة آباء الإسكندرية في عملهم الإيماني على مستوى المسكونة، ولا قلل من تقديرنا لآباء المجمع إذ نذكرهم في كل قداس إلهي، كما لم يحط من شأن الإسكندرية، فنجد وليم وارل عند معالجته للحركة المسكونية، يقول: [كان كرسي (الإسكندرية) هو أهم الكراسي في الكنيسة، إذ كانت المدينة هي أهم مدن الشرق. بجانب هيبة مصر القديمة والإسكندرية بهيلينيتها، صيتها في التعليم المسيحي وقدرتها على القيادة](55).
_____
(54) Sozomen: H. E. 7 : 7,9.
(55) A Short Account of the Copts, Michigan, 1945: p. 17.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5k6fksn