St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty  >   007-Short-Stories
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب قصص قصيرة (مع مجموعة من القصص الطويلة) - القمص تادرس يعقوب ملطي

617- قصة: أجمل البيوت وأغناها

 

كان الصبي موسى يساعد والده في زراعة الأرض والاهتمام بالماشية، وكان جادًا ومخلصًا في عمله. وإذ ينتهي من عمله اليومي يأكل مع والده ووالدته وأخوته، ويخرج قُبيل الغروب ليقف بجوار بيته القائم على تل مرتفع، كان يرفع عينيه ليتأمل بيتًا آخر على قمة بل بعيد جدًا وقد ظهرت نوافذه الذهبية مرصّعة بلآلئ لها بريق بهي للغاية.

كان موسى يرفع عينيه ويصرخ إلى الله قائلًا:

"إلهي، لماذا لم تسمح لي أن أُولد في بيت غني؟

لماذا بيتنا فقير للغاية، وذاك البيت نوافذه ذهبية مرصّعة باللآلئ؟!

كيف يعيش الصبيان وسط هذا الغِنى العجيب؟"

St-Takla.org Image: A cow, from Saint TaklaHimanout's Website Ethiopia photos 2008 - Axum collection - From St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008. صورة في موقع الأنبا تكلا: بقرة، من صور زيارة موقع الأنبا تيكلاهيمانوت إلى اثيوبيا 2008 - صور متنوعة من أكسوم - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، من رحلة موقع الأنبا تكلا إلى إثيوبيا، إبريل - يونيو 2008.

St-Takla.org Image: A cow, from Saint TaklaHimanout's Website Ethiopia photos 2008 - Axum collection - From St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008.

صورة في موقع الأنبا تكلا: بقرة، من صور زيارة موقع الأنبا تيكلاهيمانوت إلى اثيوبيا 2008 - صور متنوعة من أكسوم - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، من رحلة موقع الأنبا تكلا إلى إثيوبيا، إبريل - يونيو 2008.

كانت الدموع تتسلل من عيني موسى مشتهيًا بيتًا كذاك الذي على التل البعيد. وكان يدخل موسى بيته بعد أن يجفف دموعه ويتظاهر بالبهجة.

في أحد الأيام قدّم له والده مبلغًا بسيطًا من المال وقال له: "إنك إنسانٍ أمين ومخلص، هوذا أجرة غد وسأعطيك الغد أجازة لتذهب إلى المدينة وتقضي يومًا سعيدًا، وأرجو أن تعود وقد تعلّمت درسًا جديدًا. فاليوم الذي لا نتعلم فيه شيئًا هو مفقود من حياتنا"؟.

في الصباح الباكر جدًا قبَّل موسى والديه وأخوته وأخذ معه قليلًا من الخبز والجبن وانطلق من البيت ليقضي يوم أجازته. قال في نفسه: "سأذهب إلى التل البعيد لأنعم برؤية النوافذ الذهبية المرصّعة باللآلئ!

سار نحو التل حتى بلغ التل في الظهيرة وإذ اقترب إلى البيت وجده مثل بيته، نوافذه زجاجية. من التعب الشديد جلس موسى بجوار البيت يبكي، فقد أضاع وقته وجهده بلا نفع. خرجت السيدة صاحبة المنزل، وإذا رأته يبكي سألته عن السبب فأخبرها بكل ما في قلبه وفكره.

ابتسمت السدة وقالت له: نحن فلاحون فقراء، ليس لدينا ذهب ولا لآلئ، لكنها فرصة حسنة أن تك ضيفًا لدينا. رحبت به السيدة وانطلقت به إلى داخل البيت. هناك التقى بابنها صموئيل الصبي الرقيق الطبع.

اضغط هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت للمزيد من القصص والتأملات.

تحدث الصبيان معًا وانطلقتا خارج البيت، وإذ سأله صموئيل عن سبب حضوره أخبره بما في قلبه. ابتسم صموئيل وقال لموسى: "لقد أخطأت الطريق يا أخي. فها أنت تراني حافي القدمين مثلك، ثيابي بسيطة للغاية، وبيتنا فقير، لكننا سعداء به. إن أردت أن ترى البيت صاحب النوافذ الذهبية المرصّعة باللآلئ هلم فأريك إيّاها. انطلق به إلى الجانب الآخر وتطلّع فإذا به ببيته، عندئذ أدرك أن ذلك الذهب وتلك اللآلئ ليست إلى انعكاس الشمس على زجاج نوافذ البيت.

هزّ موسى رأس وقد بدأت عليه علامات الفرح الشديد، وقال لصديقه الجديد::"إني ذاهب إلى أجمل البيوت وأغناها".

عاد موسى إلى بيته بالليل ومتأخرًا، وقد لاحظتا والدته عليه علامات الفرح الشديد فسألته: "أرجوا أن تكون قد تمتعت بيومٍ مفرحٍ وتعلّمت درسًا جديدًا".

هزّ موسى رأس وهو يقول:

"حقًا يا أماه اليوم هو أسعد أيام عمري.

لقد تعلمت درسًا فريدًا في كل حياتي".

انطلق موسى إلى حجرته حيث ركع يشكر الله قائلًا:

"أشكرك يا إلهي لأنك وهبتني أجمل البيوت وأغناها.

هب لي ألا أخرج خارج نفسي لأبحث عن سعادتي.

قلبي هو هيكلك المقدّس.

فيه تعكس بهاء مجدك.

فيه تذخر غنى عطاياك.

لأسعد بالقلب الذي وهبتني إيّاه،

ولا أطلب ما هو خارج بيتي!


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty/007-Short-Stories/Short-Stories-0617-Better.html

تقصير الرابط:
tak.la/a2swxga