لاحظ تيمو أن والدته أخذت مبلغًا كبيرًا من المال كانت قد طلبت منها جارتها أن تحفظه عندها أمانة إلى حين عودتها بعد قضاء الأجازة الصيفية. فسأل تيمو والدته: لماذا تأخدين هذا المبلغ معك؟ أما تخافين من أن يُسرق من المنزل؟
أجابته والدته: "لا يا تيمو. لكنني سأضعه وديعة في البنك لتستفيد جارتي من الفائدة".
- لم تطلب منك الجارة أن تودعيه، ولا سألت الفائدة، كل ما يهمها هو الحفاظ على المبلغ إلى حين عودتها.
- أمانتي تقتضي أن أبذل كل الجهد لمساعدتها، فلماذا لا أضعه في البنك وتنتفع هي بالفائدة؟
- ماذا تعنين بالأمانة؟ أما يكفي أنكِ تحفظينه لها؟
- الإنسان الأمين يتشبه بالسيد المسيح الذي يُدعى "الأمين". أمانته تعني ليس فقط أن يحقق وعوده لنا فحسب، لكنه بحبه يود أن يقدم كل ما أمكن لحساب محبوبه الإنسان. سأروي لك قصة وردت في التقليد اليهودي حيث حاول أحد المعلمين الأتقياء أن يتشبه بالله الأمين في اهتمامه بالغير.
قيل أن جماعة من اليهود ذهبوا إلى المعلم وسألوه أن يحفظ لهم كيلتين من الشعير إلى حين عودتهم من رحلة قصيرة.
انطلق الرجال في رحلتهم ولم يعودوا إلى المدينة التي بها هذا المعلم. انتظرهم لمدة أسبوع فأسبوعين فأشهر ثم سنة كاملة فسنة ثانية حتى مرّت سبع سنوات.
بعد هذه السنوات السبع إذ كانت هذه الجماعة في رحلة معًا عبروا بالمدينة التي بها المعلم. قال أحدهم: "هل تذكرون أننا قد أودعنا كيلتين من الشعير لدى المعلم منذ سبع سنوات"؟
- نعم، أذكر هذا! لكن هل تظن أنه لا يزال يحتفظ بالشعير؟
- إنه أمين، حتمًا قد أودعه في مخازنه، ولن يمسه حتى نحضر.
- لكننا تأخرنا عليه كثيرًا، حتى إن كان قد أودعه في المخازن فقد أصابه السوس فألقاه خارجًا حتى لا يتسرب السوس إلى غلاله.
- لنذهب ونسأله، لعلّه يكون قد باعه واحتفظ بثمنه لنا.
- أظن أنه وسط مشاغله الكثيرة قد نسي كيلتيّ الشعير منذ سبع سنوات.
- مستحيل، إنه أمين، لن ينسى ما قد تسلمه كوديعةٍ.
- لماذا نتكهن بما فعله؟ هلم نذهب ونسأله.
ذهب الرجال إلى المعلم، وإذ رآهم أظهر شوقه إليهم ثم قال لهم: "لقد اشتقت إليكم وسألت عنكم ولم أستطع أن أعثر عليكم. هوذا لكم وديعة أرجو تستلموها. انطلق بهم إلى المخازن، وكانوا يتوقعون أن يقدم لهم كيلتين من الشعير. لكن كم كانت دهشتهم حين أشار إلى كمية ضخمة جدًا من الشعير، وقال لهم: "هذه هي وديعتكم".
- لم نعطك كل هذا، إنما أودعناك كيلتين فقط.
- نعم، لكنني بذرت الكيلتين وجاءتا بمحصول، وكنت أزرع لكم لحسابكم. والآن هذا هو ثمر الكيلتين.
- هذا ليس من حقنا، يكفينا الكيلتان.
- من حقي أن أكون أمينًا فأعمل لحساب كل إنسانٍ قدر ما أستطيع، فإن إلهي أمين يعمل دومًا لحسابي.
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: Two Barley Containers.
هب لي يا رب روح الأمانة.
أتشبه بك أيها العجيب في أمانتك.
أنت أمين في حبك وفي مواعيدك.
أمين في عملك الدائم من أجلي.
هل لي أن أصير أيقونة لك؟
لست أطلب جزاءً على أمانتي.
يكفيني أن أتشبه بك يا أيها الأمين بالحق!
فمن يعرف أن يعمل حسنًا ولا يعمل فذلك خطية له (يعقوب 4: 17).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/mp68nvq