كانت نفسية ماثيو في غاية المرارة، فقد استخدم كل وسائل اللطف والحزم مع ابنه الوحيد فيليب دون جدوى. كان الابن مهملًا في دراسته ومستهترًا بوقته، لا يشعر بأية مسئولية؛ عنيفًا في كلماته وتصرفاته.
وفي يوم خميس العهد بعد الانتهاء من خدمة البصخة المسائية، دخل ماثيو حجرة ابنه، وفي بشاشة بدأ يهنئه بأسبوع البصخة والاستعداد لعيد القيامة المجيد. قدم ماثيو هدية جميلة لابنه الذي فرح بها.
قدم الأب لابنه صورة كبيرة للسيد المسيح المصلوب، وأظهر فيليب إعجابه بالصورة. عاد فقدم الأب لابنه علبة مسامير رفيعة، وهو يقول له:
"في كل مرة تُخطئ يا فيليب ثبت مسمارًا في جسد السيد المسيح المصلوب.
وفي كل مرة تُقدم توبة عملية وتسلك بروح الحق انزع مسمارًا.
بهذا تكتشف ضعفك، كما تُدرك مراحم اللَّه وحبه لك".
بدأ فيليب يفعل ذلك، وفي نهاية الشهر جلس ليرى كأن الصورة اختفت تمامًا، فقد امتلأت بالمسامير! بكى فيليب بمرارة مقدمًا توبة صادقة للرب.. وكان يصرخ إلى اللَّه كي يسنده بنعمته المجانية، ولكي يلهب روح اللَّه القدوس قلبه، ويُعضده في كل عملٍ صالحٍ.
شعر الأب بتغيير واضح في حياة ابنه، وإذ دخل إلى حجرته وجد مسمارًا واحدًا في الصورة.
تهلل قلب الأب، واحتضن ابنه وهو يقول له: "لتسندك نعمة اللَّه يا ابني"، ثم نزع المسمار الأخير من الصورة..
انهار الابن في البكاء بمرارة، ودُهش الأب لذلك.
- لماذا تبكي هكذا يا ابني، فإن مسيحنا مخلص النفوس وغافر الخطايا، يفرح بالتائبين؟
- أنا أعلم هذا يا أبي، ولكن..
- ماذا؟
- لقد أُنتزعت كل المسامير من الصورة، وبقيت أثارها عليها. إنه يغفر خطاياي، لكن أثار الجراحات بقيت في جسده حتى بعد القيامة! لقد صلبت مخلصي بإهمالي زمانًا هذا مقداره.
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: The Traces of the Nails.
* لترسم صليبك أما عيني،
فلا أنسى حبك الفائق!
* مع كل خطية أثقب جسدك بمسمارٍ،
وأنت بحبك تنتظر خلاصي ومجدي!
* أشكرك يا غافر الخطية،
أمجدك يا واهب المجد!
هب لي ألا تفارق آثار جراحاتك بصيرتي!
"أنتم الذين أمام عيونكم قد رُسم يسوع المسيح بينكم مصلوبًا" (غلا1:3).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/dd593z3