إذ انتشر خبر رهبنة القديس أنبا أنطونيوس في العالم، سمع عنه كثير من الفلاسفة. فقرر بعض الفلاسفة أن يلتقوا به ليتعرفوا على فلسفته. ذهبوا إلى الصحراء الشرقية بمصر، وصعدوا الجبل حتى بلغوا المغارة التي يعيش فيها هذا الراهب الشيخ.
وجدوا المغارة تكاد تكون بلا أثاث سوى حصيرة صغيرة. لا توجد بها مكتبة ولا مخطوطات يقضي الراهب وقته منشغلًا بها، وبلا أدوية.
رأوا القديس أنبا أنطونيوس شيخًا مملوء حيوية وصحة، مع ابتسامة دائمة تكشف عن قلبٍ متهللٍ. وفي صراحة كاملة تم بينهم الحوار التالي:
- كنا نتوقع أننا نرى إنسانًا حازمًا جادًا لا يعرف البشاشة ككل الفلاسفة، خاصة الذين اختاروا لأنفسهم حياة العزلة عن الناس.
- إني اشعر بالجدية والحزم مع نفسي، لكن جديتي تملأ قلبي فرحًا ونفسي تهليلًا... إذ لا ينقصني شيء.
- كيف لا ينقصك شيء، وأنت تعيش في مغارة تكاد تكون فارغة تمامًا؟!
ليس لديك طعام وفير، ولا أدوية تسندك في مرضك، ولا كتب للتعزية إلخ.
هذا وأنت تعيش في مغارة بمفردك،
ألا تعاني من الشعور بالعزلة؟
- إني لا أشعر بالعزلة، ولا ينقصني شيء؟
- كيف هذا؟
- لأني لا أعيش بمفردي في هذه المغارة؟
- هل يشاركك أحد فيها؟
- نعم! مسيحي الذي يحبني يسكن معي وفي داخلي.
وجوده يملأ حياتي فرحًا،
ويشبع كل احتياجاتي.
إني أسعد إنسان على وجه الأرض!
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: The Happiest Man on Earth.
* نزلت إليّ يا مخلصي،
ارفعني إليك بروحك القدوس.
لتملأ أعماقي بك،
ولتسرّ أنت بي!
* اكشف عن عينيّ فأراك في داخلي.
أصرخ على الدوام قائلًا: الآن هي أسعد لحظات عمري!
إني أسعد إنسان على وجه الأرض!
أنت هو سرّ سعادتي وتهليل قلبي!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/28k5ys8