جمع جورج أولاده الثلاثة وقال لهم:
"أنتم تعلمون يا أولادي إنني قد شخت، ولم يبقَ لي من العمر إلا أشبار قليلة، لذا أردت أن أوزّع كل ثروتي بينكم".
قدم جورج لكل ابن نصيبه، وكان الكل مستريحًا لتصرف الأب الحكيم والمملوء حبًا. أخيرًا قال لهم: "لقد بقيت لديّ لؤلؤة هي أثمن ما لديّ، أود أن أقدمها لمن قام فيكم بأفضل عمل".
قال الأول: "أظن يا أبي إني استحقها، فقد سافرت إلى بلاد بعيدة، لا أعرف سكانها، غير أن رجلًا ثريًا أكرمني فأودعني ما له وجميع مقتنياته دون كتابة صك أو إيصال أمانة. وإذ سافر عاد فسلمت إليه كل ما عهده بي بكل أمانة".
قال الأب الشيخ: حسنُا فعلت يا ابني، لكنك لم تفعل إلا ما أنت ملتزم به، ولو أنك لم تفعل ذلك لحسبت مخطئًا آثمًا.
تقدم الابن الثاني وقال لأبيه: "لقد عملتُ ما هو أفضل يا أبي. بينما كنت سائرًا في طريقي على شاطئ بحيرة، إذ بغلام يصارع مع الأمواج، ويصرخ طالبًا النجدة، ولكن لم يبالِ أحد به، وكأن قلوب المارة قد جمدت. لم أحتمل الموقف فألقيت بنفسي في البحيرة بثيابي وأنقذت الغريق. وإذ حاول الناس أن يشكرونني هربت، فقد قمتُ بالعمل لأجل إرضاء ضميري.
أجابه الأب الشيخ: "حسنًا يا ابني، لكن ما قمت به هو واجب يلتزم به كل إمرئ ينبض في عروقه حب لأخوته في البشرية".
وأخيرًا تقدم الابن الثالث وقال لأبيه: "يا أبي، حدث إني إذ كنت أتجول شاهدت راعيًا كان يقاومني بلا سبب، ويحمل لي كراهية وبُغضة بلا ذنب. رأيته يغط في النوم بالقرب من هوة عميقة، ولو تحرك حركة خفيفة لقضى على حياته. مرّ بي فكر الانتقام، لكنه لم يستمر إلا إلى لحظات سريعة. صرخت إلى إلهي كليّ الحب وطلبت أن أقتدي به، فانطلقت نحو الراعي واجتذبته بلطفٍ عن حافة الهاوية، فنجا من الموت. أقول الحق يا أبي، لقد تمتعت بالمكافأة. وجدت عذوبة فائقة تملأ كل كياني. أدركت عذوبة وصية مسيحي: "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم". هذا وقد صار الراعي لي صديقًا حميمًا، تحوّل قلبه الحجري المُغلق إلى قلب ملائكي متسع بالحب".
قدم جورج إلى ابنه اللؤلؤة وهو يقول: "إنك تستحق هذه اللؤلؤة، فقد قمت بما يعجز عنه الإنسان الطبيعي، لأنك أنقذت حياة عدوّك. أما لؤلؤتك الحقيقية فهي تمتعك بالسيد المسيح نفسه محب البشر!"
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: Who Deserves This Diamond?
* هب لي يا رب روح الحب!
هب لي يا رب القلب المتسع!
هب لي ذاتك،
فيتسع قلبي بالحب لكل بشر!
* وأنا عدو صالحتني مع الآب،
وفتحت لي أبواب سمائك،
ووهبتني الشركة مع ملائكتك
هل لي أن أرد هذا الحب حتى مع مقاوميّ؟!
_____
* بتصرف عن مجلة "البستان" كنيسة مارمرقس بواشنطن، مارس 1989.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/mf87rvg