St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty  >   007-Short-Stories
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب قصص قصيرة (مع مجموعة من القصص الطويلة) - القمص تادرس يعقوب ملطي

107- قصة: عطية فقد البصر

 

في زيارة القديس أنبا أنطونيوس للقديس ديديموس الضرير مدير مدرسة الإسكندرية الذي فقد بصره وهو في الرابعة من عمره، وقد اخترع فكرة نحت الحروف على قطع خشب ليقرأ بأصابعه لا بعينيه، وهكذا سبق الفرنسي برايل بأكثر من 15 قرنًا في اختراع الكتابة البارزة لفاقدي البصر.

سأل القديس أنبا أنطونيوس: "هل أنت حزين لأنك فقدت بصرك؟"

St-Takla.org Image: Saint Didymus the Blind, modern Coptic Art in St. George Church, Sporting, Alexandria, Egypt (the library) - by Mervat Naguib - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة القديس ديديموس الضرير، صورة قبطية من الفن القبطي المعاصر في المكتبة الاستعارية بكنيسة مارجرجس باسبورتنج، الإسكندرية، مصر - رسم ميرفت نجيب - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت

St-Takla.org Image: Saint Didymus the Blind, modern Coptic Art in St. George Church, Sporting, Alexandria, Egypt (the library) - by Mervat Naguib - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة القديس ديديموس الضرير، صورة قبطية من الفن القبطي المعاصر في المكتبة الاستعارية بكنيسة مارجرجس باسبورتنج، الإسكندرية، مصر - رسم ميرفت نجيب - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

صمت القديس ديديموس فكرر القديس أنبا أنطونيوس السؤال مرة ثانية فثالثة، وأخيرًا أجاب القديس ديديموس: "إني أشكر اللَّه على كل حالٍ، لكنني بلا شك حزين لأني فقدت عطية البصر وحُرمت من رؤية أمور كثيرة، خاصة قراءة الكتب..."

علَّق القديس أنبا أنطونيوس على هذه الإجابة بقوله:

"كيف تحزن يا ديديموس على فقدان البصر الذي يشترك فيه الإنسان مع الحيوانات بل ومع الحشرات الصغيرة، ولا تفرح بالحري أن اللَّه وهبك البصيرة الداخلية التي تشترك فيها مع السمائيين، فتتعرف على الأسرار الإلهية الفائقة!"

حقًا نحن نشكر اللَّه على عطية البصر، وإن سحبها لننال حدة بصر روحية داخلية فنشكره على عطية فقدان البصر الجسدي مع تمتع ببصيرة أعظم وأبقى إلى الأبد.

 تُذكرني هذه القصة التي ترجع إلى القرن الرابع الميلادي بما حدث في القرن العشرين حين فقد ضابط شاب بصره في الحرب. اهتمت به ممرضة تقية في مستشفى عسكري فتزوجها.

سمع يومًا ما إنسانًا يتحدث عنه وعن زوجته قائلًا:

"إنها سعيدة الحظ! إنه أعمى!

تزوجها دون أن يرى ملامح وجهها...

لو كان أبصر لما كان قد تزوجها!"

 تحرك الضابط نحو الصوت والتقى بالمتحدثين عنه وهو يقول: "لقد سمعت ما تتحدثون به عني، وأنا أشكر اللَّه من أعماق قلبي لأجل عمى عيني ليهبني بصيرة داخلية أرى بها جمال نفس هذه السيدة الفائق. إنها شخصية رائعة، أجمل شخصية التقيت بها كل حياتي. فلو أن ملامح وجهها كان يطابق جمالها الداخلي لا يكون ذلك إلا قناعًا يخفي جمال نفسها... لقد ربحت الكثير بفقدان بصري!

← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: The Gift of Losing the Eyesight.

رفع الرجل عيني قلبه ليصرخ:

أشكرك يا إلهي لأنك نزعت عني بصيرة الجسد،

ووهبتني بصيرة القلب الداخلي.

وهبتني عينيك لأرى بهما جمال النفس لا الجسد.

حقًا كنت قبل أنظر ما هو بالخارج،

الآن أعطيتني أن أرى بك ما في القلب!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

* See Donald Grey Barnhouse: Let Me Ilustrate, p. 156.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-020-Father-Tadros-Yaacoub-Malaty/007-Short-Stories/Short-Stories-0107-Sight.html

تقصير الرابط:
tak.la/d2rmwjc