ربما تكون هذه الخطية هي التجديف على الروح القدس، أي مقاومة روح المحبة والإخاء بعد قبول نعمة الروح القدس، بسبب حسد الإخوة والحقد عليهم، فتكون هذه الخطية التي قال عنها رب المجد أنها لا تغفر في هذا العالم ولا في الآتي.
وإننا نتساءل الآن: هل جدف اليهود على الروح القدس عندما قالوا لربنا أنه ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين؟!
لنا إجابتان للرد على هذا السؤال. الأولى أنهم جدفوا على ربنا يسوع لأنه قال عن نفسه في موضع آخر "إن كانوا قد لقبوا رب البيت ببعلزبول فكم بالحري أهل بيته؟". والإجابة الثانية أننا قد نفهم قولهم هذا على أنه تجديف على الروح القدس، وذلك لأنهم لم يشكروا الرب على إحساناته العظيمة الواضحة بسبب حسدهم له وحقدهم عليه، على أننا لا ننسى أنهم لم يصيروا مسيحيين بعد.
فالتفسير الثاني، وهو أنهم جدفوا على الروح القدس (رغم أنهم غير مسيحيين) غير مقبول. ويتضح ذلك من حديث ربنا "من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له. وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فكأن رب المجد يقول لهم إنه سيغفر لهم تجديفاتهم عليه، على شرط أن يتوبوا ويؤمنوا به ويقبلوا الروح القدس. ولكن بعد قبولهم الروح القدس إن حسدوا الإخوة وقاوموا الروح القدس الذي قبلوه، فلن يغفر لهم لا في هذا الدهر ولا في الآتي. وهذا التفسير صحيح لأنه لو كان رب المجد يقصد بحديثه السابق أنهم جدفوا على الروح القدس، وبالتالي ليس لهم غفران، ما كان هناك مجال بعد لنصحه إياهم قائلًا "اجعلوا الشجرة جيدةً وثمرها جيّدًا. أو اجعلوا الشجرة رديَّةً وثمرها رديًّا" (مت24:12-33).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/42488g7