طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناءَ الله يُدعَون
يكون كمال السلام حيث لا توجد مقاومة. فأبناء الله صانعو سلام، لأنه ينبغي للأبناء أن يتشبهوا بأبيهم. إنهم صانعو سلام في ذواتهم. إذ يسيطرون على حركات أرواحهم، ويخضعونها للصواب أي للعقل والروح، ويقمعون شهواتهم الجسدية تمامًا، وهكذا يظهر ملكوت الله الذي فيه يكون الإنسان هكذا:
كل ما هو سامٍ وجليلٍ في الإنسان يسيطر بدون مقاومة على العناصر الأخرى الجسدانية (التي يشترك فيها مع الحيوان)، وينبغي أن يخضع ذلك العنصر السامي لشيء أفضل أيضًا، ألا وهو الحق، ابن الله المولود، لأنه لا يستطيع الإنسان السيطرة على الأشياء الدنيا ما لم تخضع ذاته لمن هو أعظم منه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). هذا هو السلام الذي يعطي الإرادة الصالحة، هذه هي حياة الإنسان الحكيم صانع السلام.
أما رئيس هذا العالم (الشيطان)، المسيطر حيثما وجد الضلال والاضطراب، فيبتعد عن إنسانٍ تسود حياته السلام والترتيب الكامل ويسيطر عليها ابن الله. فعندما ينشأ هذا السلام من الداخل ويثبت، فإن جميع الاضطهادات التي يثيرها رئيس هذا العالم من الخارج، لا تستطيع أن تهز شيئًا من ذلك البناء الداخلي، بل تؤدي قوة البناء من الداخل إلى فشل مكائد إبليس من الخارج.
لذا أكمل الرب قائلًا: "طوبى للمطرودين من أجل البرّ، لأن لهم ملكوت السماوات".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/c8tw7cd