لم يلتحق القديس أنبا أنطونيوس بمدرسة الإسكندرية اللاهوتية، لكنه كان متفاعلًا معها، وكانت هي متفاعلة معه.
زار القديس أنبا أنطونيوس عميد المدرسة في أيامه القديس ديديموس الضرير أكثر من مرة، وكانا يلتقيان معا حول مائدة الفكر اللاهوتي الروحي، أو حول مائدة الحياة السماوية الحية.
سأل القديس أنطونيوس القديس ديديموس إن كان يتألم بسبب فقدانه بصره، وإذ لم يجبه الأخير، كرر السؤال للمرة الثانية ثم الثالثة. فأظهر القديس حزنه على فقدانه البصر، أما القديس أنبا أنطونيوس فقال له: إني اندهش أن رجلا حكيما يحزن على فقدان ما يشترك فيه النمل والذباب والحشرات، ولا يبتهج بالأحرى (بالبصيرة الداخلية) التي لا يتأهل لها إلا القديسون والرسل[16].
بهذه البصيرة التي يعتز بها الأنبا أنطونيوس تطلع تلميذه إلى اللاهوتيات ليس كأفكار فلسفية للحوار، بل كإدراك حيّ للمعرفة، وتلامس مع الحق. لهذا لم ينشغل البابا أثناسيوس بالتعبيرات اللاهوتيات Theological Termenology، إنما اهتم بالمعنى[17].
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5rqhgn2