هذا النمط من الأشخاص يتسم بالأمية الروحية والضحالة "ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات" (مت7: 15).
فالحياة مع الله ليست مجرد إيمان نظري (أي الاعتقاد الديني) أو مراعاة لبعض الشكليات، لذلك لا بُد أن يتميز إيماننا بأن يقترن بالمعرفة والأعمال الصالحة حتى يختلف عن إيمان الشياطين الذين "يؤمنون ويقشعرون" (يع2: 19) فتصبح إيمانياتنا بعيدة عن هامشية العقل وسطحية المعرفة وشاطئية الممارسة.
إن النفس التي تحيا في سطحية يكون هلاكها أمرًا واردًا "هلك شعبي من عدم المعرفة"، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وربما كثير من المتعلمين لا يعرفون شمالهم من يمينهم مكتفين بالقشور دون العمق والجوهر، بينما "الرخاوة لا تمسك صيدًا" (أم12: 27).
وهنا يتضح أن الجهل وعدم المعرفة هو الذي يضيع غير المنتبهين وغير العارفين، لأن إبليس -كما هو واضح من أسمائه- يدعى "المضلل"، بينما المسيح إلهنا يحل في قلوبنا بالإيمان لنتأصل ونتأسس وندرك ما هو العرض والطول والعمق والعلو (أف3: 14).
الشخص السطحي لا يستطيع أن يبني نفسه على الإيمان الأقدس، محمولًا بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر إلى مكيدة الضلال (أف4: 4) بينما كل إنسان مسيحي مدعو للدخول إلى العمق ليمسك سمكًا كثيرًا جدًا(لو5: 4).
ليس هناك متسع من الزمان نقضيه في السطحية لئلا نُلام على فلس أيدينا وفقر حصادنا... فلنبني بيوتنا بأن نحفر ونعمق ونضع الأساس (لو6: 48).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4993qp3