2) القوانين الإلهية The Divine Institutes
تقع "القوانين الإلهية" في سبع كتب تمثل عمل لاكتانتيوس الأساسي، وتعتبر أول محاولة لاتينية لتقديم ملخص للفكر المسيحي، ولها هدفان:
أن نثبت كذب وخرافة الديانة الوثنية وأفكارها.
وأن تقدم العقيدة والعبادة الصحيحة.
ويجيب هذا العمل على الاتهامات التي وجهها اثنان من الفلاسفة ضد الإيمان المسيحي، وأحدهما هو هيروكلس Hierocles حاكم بثينية Bithynia والذي أثار إضطهاد دقلديانوس، لكن لاكتانتيوس ينوى في الوقت عينه أن يفند كل مهاجمي المسيحية في الماضي والمستقبل.
والكتاب الأول بعنوان "العبادة الكاذبة للآلهة".
والكتاب الثاني بعنوان "أصل الخطأ The Origin of Error" ويشجب فيه تعدد الآلهة الذي هو مصدر كل الأخطاء والخرافات، ويبرهن الكاتب على أن هؤلاء الذين يعبدهم اليونانيون والرومان، كانوا في البداية أُناسًا بسطاء عاديين ثم ألِهوا apotheosized فيما بعد، ومفهوم الألوهوية نفسه يوجب أن يكون هناك إله واحد فقط.
والكتاب الثالث بعنوان "حكمة الفلاسفة الكاذبة The False Wisdom of Philosophers" وهو يشير إلى الفلاسفة كثاني مصدر للخطأ بعد تعدد الآلهة، ويشرح أن هناك تناقضات في الآراء الفلسفية المتنوعة بخصوص أسئلة جوهرية عن الحياة البشرية، لدرجة انه لا يصير لأي شيء قيمة، ويؤكد لاكتانتيوس أن المعرفة الصحيحة تُعْطَى فقط بالاستعلان.
الكتاب الرابع بعنوان "الحكمة والديانة الحقيقية True Wisdom and Religion" ويشرح فيه العلامة لاكتانتيوس أن المسيح ابن الله أعطانا البصيرة الحقيقة أي الفكرة الصحيحة عن الألوهية، والحكمة والديانة لا ينفصلان، والمخلص هو أساس الإيمان الذي ليس بأحد غيره الخلاص وقد شهد أنبياء العهد القديم لبنوة المسيح الإلهية، ويدافع العلامة عن التجسد والصلب ضد افتراءات ومحاججات غير المؤمنين.
الكتاب الخامس بعنوان "العدل Justice" وفيه يرى المؤلف أن أهم فضيلة للمجتمع البشري هي العدل، ولأن الوثنية ألغت العدل، لذا قدمه لنا المسيح ثانية بنزوله من السموات، وهو يتأسس على التقوى ويتمثل في معرفة وعبادة الإله الحقيقي، وينبني جوهريًا على المساواة بين كل الناس لأن الله يرغب في أن يكون كل الناس متساويين، إذا جعل لهم جميعًا ظروف واحدة للحياة، وأعطى الحكمة لهم جميعًا، ووعد بالأبدية لهم جميعًا، وهو يعطي الجميع نوره الواحد ويعطي الطعام للجميع، ويهب النوم للجميع، ويقدم للجميع العدل والفضيلة، فليس هناك عبد ولا سيد لأنه لأن كان للجميع نفس الآب، إذًا فهم جميعًا أولاده.
الكتاب السادس بعنوان "العبادة الحقيقية True Worship" يتناول نفس الموضوع، موضحًا أن:-
الديانة تجاه الله،
والرحمة تجاه الناس،
هما متطلبان للعدل والعبادة الحقيقية، فلابد أولًا من الشركة مع خالقنا، ثم الشركة مع قريبنا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. الأولى تُسَمَّى ديانة والثانية تُسَمَّى رحمة، ويعتبر الكتاب الخامس والسادس أفضل جزئين في العمل كله من حيث المحتوى والأسلوب، إذ تكلم لاكتانتيوس عن أعمال الرحمة والمحبة "محبة الله ومحبة القريب".
الكتاب السابع والأخير بعنوان "عن الحياة السعيدة On the Happy Life" وفيه يقدم لاكتانتيوس فكرًا اسخاطولوچيًا ووصفًا تفصيليًا لجعالة هؤلاء الذين ارضوا الرب بأعمالهم الصالحة وعبدوا الله الواحد، عند مجيء المسيح الثاني المخوف.
وقد بدأ لاكتانتيوس في كتابه "القوانين الإلهية" نحو عام 304 م بعد فترة وجيزة من الانتهاء من عمله "صنعة الله"، والذي يشير إليه كعمل حديث، ولابد أن الكتاب السادس قد كُتب قبل صدور منشور جاليريوس Galerius سنة 311 م، والإهداء إلى قسطنطين في الكتاب السابع يدل على صدور منشور ميلان سنة 313، وفي عدد صغير من المخطوطات، والبعض الآخر يتضمن مديحًا موجه إلى الإمبراطور قسطنطين، ويبدو أن لاكتانتيوس نفسه هو الذي أضاف هذه الصفحات.
وإذا نظرنا إلى "القوانين الإلهية" كأول تقديم منهجي للإيمان المسيحي باللغة اللاتينية، نجده أقل وأضعف من نظيره اليوناني "المبادئ" الذي وضعه العلامة اوريجانوس، ويفتقر العمل إلى الأسانيد والحجج اللاهوتية والعمق الروحي الصوفي، أما عن مصادره، فنجد فيه مجموعة من الاستشهادات الكتابية قليلة ومعظمها مأخوذ من كتاب كبريانوس "إلى كويرينوس Ad Quirinum"، وعندما يتحدث عن المدافعين الأوائل عن الإيمان المسيحي، يذكر هؤلاء الذين يعرفهم: مينوكيوس فليكس Minucius Felix وترتليان وكبريانوس، ولا يشير قط إلى الكُتاب المسيحيين اليونانيين، والغريب انه لا يذكر اربنوبيوس أستاذه، ولعل ذلك راجع إلى أن لاكتانتيوس، بسبب وجوده بعيدًا في نيقوميدية، وبما لم يسمع قط عن عمل أستاذه "ضد الوثنيين".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/j3b7hpc