ما أحوجنا إلى أن نعيش الشهادة الحيَّة لنصير شُهداء أمام ضمائِرنا، ما أحوجنا إلى المُناخ الطاهِر، ما أحوجنا إلى قداسِة حياة أعضاء الكنيسة، إلى حياة الفرح والتهليل كشهادة حيَّة على غلبِة العالم والظروف المُحيطة بنا، ما أحوجنا إلى كلمة الحق والعكُوف على الصلاة والتسبيح وشهادِة الحُب والوداعة والعِفَّة والطاعة والتجرُّد، ما أحوجنا للقلب الواحد والفِكر الواحِد والروح الواحِد، أليست هذه هي الشهادة بعينها!!! ما أحوجنا إلى الجو المُقدَّس والروحانية غير المُزيفة، ما أحوجنا إلى ثبات الرَّعِية وضبط الرُّعاة، ما أحوجنا إلى التدبير والمشورة والعمل الهادِف والبُناء الذي به نُحضِر كل إنسان كامِلًا في المسيح يسوع، ما أحوجنا إلى شهادِة الشبع وخدمة الحُب والذبائِح والصلاة وأعمال الرحمة، تضحية بحياة الجسد وناموس الطبيعة، تضحية بالعواطِف (الأم دُولاجي والسِت رِفقة)، تضحية بأمور هذا العالم، فهل من شهادة في جيلنا المُعاصِر؟!
إنَّ الكنيسة أُمِّنا تحثِنا على شهادِة Martyria مُعاصِرة يقوم بها الأعضاء بدافِع المحبة والغيرة المُقدسة والعطاء لكل الناس سواء خارِج أو داخِل الكنيسة وفي كل مكان من أجل الشهادة لأوامِر الله وكتابِتها على ألواح صدورنا ومن أجل ثِمار التوبة ورُسوخ الإيمان وغِنَى الفضيلة وخدمة الأحشاء (الأرملة واليتيم والغريب والضِيف)، ناشرين روح المسيح الهادِئة الوديعة الباذِلة، بالاعتدال والتعقُّل والحِشمة والصحو والرزانة، شهادة لمسيحنا المُحِب بالافتخار وبُرهان الروح ونقاوِة الضمير وحراسِة البيعة، والشهادة للحق بغير مواربة ولا ميل ولا عثرة ولا وقوع في الدينونة، تلك هي دعوتنا المُستمِرة لكي نُضِئ قُدَّام جميع الناس كنور من منارة لا يستطيع أن يُخفيه مكيال، ولنُصلِّي معًا:
”مُؤمِنِيك احسبهُم مع شُهدائِك“
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/v5bsv3v