كنيستنا تنوعت فيها وتعددت أنواع الشهادة وفِئات الشُهداء، شهادِة حياة، شهادة من أجل الثبات في الإيمان، شهادة من أجل الحِفاظ على العفة والطهارة، شهادة من أجل التَّمسُك بالعقيدة.
فهذه بوتامينا العذراء العفيفة التي حلفت برأس الإمبراطور أن لا يجردوها من ثيابها، بل يَدَعُوها تنزِل في القار قليلًا قليلًا، حتى يروا أية قوة احتمال أعطاها المسيح الذي لم يعرفوه، وتلك هي بربتوا من قرطاچنة التي عندما أُلقِيَت للثور الهائِج الذي ضربها بقرونه وسقطت على الأرض نصف ميتة، لم تنسَ أن تُغطي جسدها بردائها المُمزق.
وهذه ثيودورا التي حفظت طهارِتها وسعت وراء إكليل شهادتها وڤيرونيا العذراء التي من دير قُرب أخميم، حفظت عِفِتها وتكريسها بحيلِة الزيت.
والقديس بولس الأسقف 351 م، الذي نُفِيَ وقُتِلَ من أجل الدفاع عن العقيدة ضد الأريوسيين.
ومما هو جدير بالذِكر أنَّ كنيستنا أُم الشهداء قدَّمت للسِفر السمائي خمسة آلاف راهب مع أسقفهم الأنبا يوليان بصحراء أنصِنا على يد الحاكم مرقيان مدة الاضطهاد الذي آثاره دقلديانوس وأعوانه.
إنَّ شهداء العصور الأولى لم يخافوا الموت بل كانوا يصيحون وهم في طريق الاستشهاد ”الشُّكر لله Deo Gratlas“ لأنَّ أمانِة شهادتِهِم تهِبهُم المُجازاة والجعالة... وعذابات الشهيد لها قيمتها، فنقرأ في التقليد المسيحي عن ”معمودية الدم“.
ذلك أنَّ دم الشهيد يُطهِّر مَنْ لم يقتبِل معمودية الماء، ويمحو خطايا مَنْ اعتمد فعلًا بالماء كمعمودية ثانية، وتُقِر الديداكيَّة ”التقليد الرسولي“ رُتبة الذين يعتمدون بالدم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/73navmn