الكنيسة هي الأساس السِّرِّي Mystical للشُهداء، ففيها يتدرب الشهيد أمينًا على رسالِة القيامة مُتمسِكًا بعهد الافخارستيا، يعيش الوصية ويتذوق حياة الكنيسة، يتحد بالمسيح كيانًا وصميميًا واتحاديًا، إلى وقت أوان الحصاد والشهادة بالدم، فهم بركة وحِصن وأعمدة الكنيسة...
إنَّ المسيحيين الأوائِل كانوا يُقتلون ولكنهم بهذا يربحون الحياة الدائِمة، يُحتقرون لكنهم في هذا الاحتقار يجدون مجدهم... يُفترى عليهم غير أنهم يتبررون، يُلعنون فيُبارِكون، والمسيحيون يحيون كمُقيدين في سجن العالم بكلمة شهادتهم.
لقد عاشوا مُتسلحين ومُستعدين للجهاد الذي يُثيره عليهم العدو، مُستعدين للشهادة كما شرح العلاَّمة ترتليان والشهيد كبريان بالأصوام والعطش والجوع دون جزع كاذب من جهة الجسد فلا يكون للتعذيب فرصة للتأثير لأنَّ المسيحي مُدرع بجسد يابِس من النُسك وله خوذة تقبل الضربات، وعُصارات جِسمه قد سبقته إلى السماء، والآن تُسرِع النَّفْس خلفها لتتمتع بالأحضان الأبوية.
لذلك حرصت الكنيسة على أن تُعِد أولادها في مدرسة الاستشهاد، حتى إذا أتى الحاصِد ومعه منجله للحصاد يجد الثمر قد نضج...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/bc3s4hk