كما وسلَّمت الكنيسة أبناءها روح الحُب، من خلال موائِد (الأغابي) `agapy، وافتقاد السجون وزيارِة المُعترفين ورعايتهم عن طريق ولائِم المحبة (الأغابي) والتي كانت تُقام بالسجون.
لم تُعلِّم الكنيسة أولادها التذمُر بل كانت تُثبِّت فيهم روح الحب للجميع وبالأخص للمُضطهدين، وتُصلي من أجل أولادها لأنها تعرِف ضعف البشرية ونقصها... وعلِّمت الكنيسة أولادها البُعد عن الإثارة حتى أنَّ القديس بطرس خاتِم الشُهداء قدَّم نفسه للاستشهاد خِفية، حتى لا يثور الشعب ضد المُضطهدين، ولكن في الوقت عينه دافعت الكنيسة عن أولادها، وكتب الآباء باستفاضة دفاعيات قُدِّمت بشجاعة للولاة الوثنيين، دون أن يحرضوا أو يُثيروا الشعب.
ركِّزت الكنيسة في برنامجها الروحي على أنَّ الصوم يُعلِّم الاستشهاد، لذلك علِّمت أولادها الجهاد والنُسك، لأنه كيف لإنسان أن يُقدِّم دمه وهو لم يتدرب أن يصوم أو يعطش من أجل الله، وكيف للنَّفْس التي لم تتهذب بالجهاد والأصوام والتداريب أن تتقدم بثبات أمام الأتون والهنبازين والصُلبان وكل صنوف العذابات، فالنُسك كحياة زُهد هو المدرسة الأُولى التي تتلمذ فيها المسيحي استعدادًا للاستشهاد.
ولأنَّ كنيستنا كنيسة نُسكية علِّمت المسكونة كلها النُسك والرهبنة، لذلك هي أيضًا أُم الشُهداء، التي بتدريبها لأبنائها على الصوم والجهاد جعلت منهم مُصارعين وشُهداء، فلا يخافون من أي عدو خارجي، لأنهم انتصروا على أنفُسهم فغلبوا العالم كله، والنُّصرة إنما تبدأ من داخل...
لم تنسَ الكنيسة الرعاية الاجتماعية لأُسَر الشهداء، من خلال حياة الشَرِكة (الكينونيا) κοινωνία، فكان الأغنياء يضمون إليهم المُشردين، وكان البطارِكة والأساقفة يتخفون في ملابِس الفقراء ويزورون الأُسَر المُشرَّدة ويُقدِّمون لهم العطاء، مع مُتابعة هذه الأُسَر اجتماعيًا وروحيًا ومساعدتهم ماديًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). حتى أنَّ العلاَّمة ترتليان في رسالته إلى بعض المُعترفين الذين في السجون، يقول لهم ”أنَّ الكنيسة لم تترُككُم مُعوزين شيئًا“.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/vt2phv5