شهية حقًا هي سِيَر الشهداء والشهيدات...
وهذه السِيَر تفوح منها رائِحة الطِيب غالي الثمن أي رائِحة الحب الذي في قلب كل من استُشهِد لأجل السيِّد المسيح، هذه الرائِحة التي عطَّرت كل الكنيسة المُقدسة حتى صارت مُعطرة بالمُر واللُبان كما جاء في سِفر نشيد الأناشيد...
لقد قدَّم الشهداء والشهيدات دليل محبتهم الحقيقية للسيد المسيح... فمن السهل أن يدَّعي أحد محبته لله ولكن قد لا يجد الدليل الذي يُقدِّمه! أمَّا الشهداء فقد حملوا في أجسادِهِم علامات هذا الحُب الصادِق والأمين لمُخلِّصهم وفاديهم الذي اشتراهم بدمه الثمين... لذلك نقول في خِتام الثؤطوكيات الواطُس في التسبحة:
حقًا سيأتون حاملين عذاباتِهِم دليل حُبَّهم للرب الذي سيُكافِئهُم بالمجد الدائِم والنعيم الحقيقي حيث التمتُّع بحضرتِهِ الإلهية في مجمع الملائِكة والقديسين إلى أبد الآبدين...
ولعلَّ البعض يتساءل كيف واجه الشهداء والشهيدات الموت بدون خوف بل بجرأة وفرخ بل وباشتياق وشغف..؟!!
وللإجابة على هذا التساؤل كان هذا الكتاب الشيق المُتكامِل في تقديم صورة كاملة عن الشهادة للمسيح من خلال سجِل التاريخ الحافِل بالمواقِف الجديرة بالتسجيل التي سجلها آباؤنا وأُمهاتنا بدمائِهِم الذكية النقية النابضة بالحب للرب...
إذ ستجد أيها القارِئ العزيز في هذا الكتاب فِكرًا روحيًا مُتكامِلًا يُحدِّثك عن تاريخ الاستشهاد في الكنيسة المُقدسة ووصفًا دقيقًا لفضائِل الشهداء والشهيدات والمعاني السامية التي وردت في أحاديث هؤلاء الشهداء والروح التي سادت في الكنيسة في عصور الاستشهاد الطويلة والتي تغنَّى بها كل القديسين وبالذات المشهورين منهم في أقوالِهِم الذهبية التي تُجسِّد بحق هذه الروح المُشتعلة حُبًا بالعريس السماوي...
وإني إذ أفخر بهذا العمل المُبارك الذي تعب فيه مجموعة كبيرة من خُدام وخادمات الإسكندرية المُباركين تحت إشراف ومتابعة الابن المُبارك أنطون فهمي (القمص أثناسيوس فهمي جورج حاليًا)... (انظر المزيد من كتب المؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا). يسُرني أن أُقدِّمه لكم أيها الشعب المُحِب للكنيسة ولشهدائها لكي تنعموا بما شمله من سِيَر وأقوال وتاريخ وفضائِل وتعيشوا مشاعرهم المُلتهبة بحب الله وبحب الأبدية... لتتنسموا عبير الحرية من قيود المادية التي يفرضها هذا العصر على الكثيرين ويتوه بسببها الكثيرون في برية هذا العالم...
الرب قادِر أن يعوض من تعبوا في ترجمِة وكتابِة ومراجعة هذه المادة الدسمة التي شملتها هذه الفصول البليغة والمُعبِّرة بصدق عن الشهادة الحقيقية للرب الفادي...
مع رجاء الصلاة عني.......
7 أغسطس 1990 م. - 1 مسرى 1706 ش.
بنيامين
أسقف المنوفية ونائِب قداسِة البابا بنعمة
بِدء صوم السيِّدة العذراء الله حَفَظَهُ الرب
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/a7bthr2