بعد أن قدَّم القديس أمبروسيوس العذراء كنموذج حياة للعذارى المُكرسات، يُقدِّم الشهيدة تكلة كنموذج استشهاد وموت يتعلَّمنَ منه كيف يُقدِّمنَ حياتِهِنْ وأجسادِهِنْ لله، لأنها إذ رفضت أن تعرِف زوجها جِسدانيًا أدانها زوجها في ثورة غضبه وصدر ضِدّها الحُكم بإلقائها بين أنياب الوحوش الضارية ”لكن طبيعة الحيوانات تبدَّلت من الافتراس إلى توقير وتكريم البتولية“...
فعندما أطلقوا أسد كاسِر لِيفترِسها، ركع وراحَ يلعق قدميها، ساكنًا هادِئًا لا يتقدَّم ولا يتجاسر على إيذاء جسد البتول الطاهر!!
وهكذا كرَّم الوحش فريسته مُتناسيًا طبيعته الوحشية، لابِسًا تلك الطبيعة التي فقدها البشر...
ويستعجِب كاتِبنا من هذه الأمور، فطبيعة الإنسان وقد اكتست بالوحشية والقسوة تنخُس الوحش نحو الفتك والقتل، بينما الحيوان -الكاسِر بطبيعته- ساجِد يُقبِّل قدمي القديسة البتول، ناخِسًا ضمائِر البشر ومُعلِّمًا إيَّاهُم ما ينبغي أن يكون فيهم من خِصال...
ويُعلِّق القديس على هذه القصة بأنَّ البتولية فيها من الفضائِل ما أثار حتّى إعجاب وتقدير الوحوش، فتوقفت عن الافتراس بالرغم من أنَّ الإنسان قد حرمها من الطعام، ولم تُثيرهم رؤية جسد العفيفة ولا أثارت فيهم غريزة القتل، فلم يغلبهم الغضب كما كان من قبل، بل أخذت الوحوش تُوقِر وتُكرِّم العفيفة البتول، وأعطت البشر درسًا في عظمة واستحسان البتولية عندما ركعت تُقبِّل قدمي البتول.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/hww8kw7