ثم يتناول أسقف قرطاچنة الشهيد موضوع النِساء الثريات اللائي يفرحنَ باستخدام غِناهِنْ، مُوضِحًا لهُنْ معنى الغِنَى الحقيقي وكيفية استخدامه، فالغنية هي الغنية في الله، والثرية هي الثرية في المسيح، فهذه هي البركات الروحية الإلهية السماوية التي تقودنا إلى الله والتي تدوم معنا في مِلكية دائِمة، أمَّا سائِر الأشياء الأرضية التي يقتنيها الإنسان في هذا العالم، والتي ستبقَى هنا في هذا العالم، فسوف تُدان كما سيُدان العالم نفسه الذي جحدنا قُوَّاته ومسرَّاته عندما قدمنا قُدومًا مُباركًا إلى الله، ويوحنَّا الحبيب البتول يُعلِّمنا ويحِثِنا وهو يشهد بصوت سمائي ”لا تُحبُّوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحبَّ أحد العالم فليست فيه محبة الآب. لأنَّ كُلَّ ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العُيُون وتعظُّم المعيشة ليس من الآب بل من العالم. والعالم يمضي وشهوتهُ وأمَّا الذي يصنعُ مشيئة الله فيثبُتُ إلى الأبد“ (1يو 2: 15-17).
وبينما هُنَّ يدعينَ أنفُسِهِنْ ثريات، ينصحهُنْ بولس الرَّسول بالاعتدال في ثيابِهِنْ وزِينتِهِنْ قائِلًا: ”يُزيِّنَّ ذواتِهِنَّ بِلِبَاس الحشمة مع ورعٍ وتعقُّلٍ لا بضفائِر أو ذهبٍ أو لآلِئ أو ملابِس كثيرة الثمن بل كما يليق بِنِساءٍ مُتعاهِداتٍ بتقوى الله بأعمالٍ صالِحةٍ “ (1تي 2: 9-10)، وأيضًا بطرُس الرَّسول يُعلِّم: ”لا تكُن زِينتُكُنَّ الزينة الخارجية من ضفر الشَّعرِ والتحلِّي بالذهب ولُبْسِ الثِياب بل إنسان القلب الخفيَّ“ (1بط 3: 3-4)... لكن إذا كانت هذه الآيات تُحذِّر النِساء المُتزوجات اللائي ينتحِلنَ عُذرًا لأجل ثِيابِهِنْ بإرجاع ذلك إلى أزواجِهِنْ، وتنبهنَ إلى ضرورة الخضوع لتعليم الكنيسة، فكم بالأحرى جدًا يليق بالعذراء أن تفعل ذلك، وهي التي ليس لها عُذر لتتزيَّن، والتي لا يُمكن أيضًا أن يُعزَى خطأها إلى أي شخص آخر، بل تظل هي نفسها المُخطِأة.
ويُحدِّث كبريانوس هؤلاء الثريات مُرسيًا قاعدة هامة إذ يقول: ”ليس كلّ ما يُمكن أن يُفعل يجب أن يُفعل“ ولا يجب أن ترقى الشهوات الناتِجة عن افتخار وكبرياء العالم فوق كرامة ومجد البتولية لأنه مكتوب ”كُلُّ الأشياء تحلُّ لي لكن ليس كُلُّ الأشياء تُوافِقُ. كُلُّ الأشياء تحلُّ لي ولكن ليس كُلُّ الأشياء تبني“ (1كو 10: 23).
ويتناول كاتِبنا في حديثه هؤلاء اللاتي يُصفِفنَ شُعُورِهِنْ باهتمام زائِد، ويَسِرْنَ كما لو كُنَّ يرغبنَ في جذب انتباه الآخرين، جاذِبات عيون الشباب الصِغار وراءِهِنْ، مُشعِلات لهيب الشهوات، إذ رغم أنَّهُنْ أنفُسَهُنْ لا يهلكنَ، إلاَّ أنَّهُنْ يتسبَّبنَ في هلاك الآخرين، ويُقدِّمنَ أنفُسَهُنْ كسيف أو سُم للناظِر إليهِنْ، ولا يُمكنهُنْ أن ينتحِلنَ عُذرًا بحجة أنَّهُنْ عفيفات ونقيات في الذهن، لأنَّ ثوبِهِنْ المُخجِل وزِينَتَهِنْ المُفرِطة تدينَهُنْ، ولا يُمكن أن يُعتبرنَ ضمن عذارى وعرائِس المسيح...
هُنَّ يقُلنَ أنَّهُنْ غنيات وثريات، لكن لا يليق بالعذراء أن تفتخِر بغِناها لأنَّ الرَّسول بولس يقول ”الذين يشترُون كأنهم لا يملِكُون. والذين يستعمِلونَ هذا العالم كأنهم لا يستعملونهُ. لأنَّ هيئة هذا العالم تزُولُ“ (1كو 7: 30-31)، وكذلك بطرُس الذي أوصاه الرب أن يرعَى خِرافه يقول أنَّ ليس له ذهب ولا فِضة لكن يقول أنه غني في إيمانه وفضيلته، وبهِمَا صنع أعمالًا عديدة وعجائِب...
وينصحهُنْ القديس كبريانوس إذا كُنَّ يُريدنَ أن يستخدمنَ ثرواتِهِنْ، أن يستخدمنها لأجل أعمال الخلاص، ولأجل الأهداف الصَّالِحة، فيستخدمنها لأجل الأمور التي أوصى بها الله... (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويُعلِّمهُنْ قائِلًا : ”لِتَدَعنَ الفقير يشعُر أنَّكُنْ غنيات
ولِتَدعنَ المُحتاج يشعُر أنَّكُنْ ثريات
اقرضنَ مُقتنياتِكُم لله
قدِّمنَ طعامًا للمسيح“.
ويجب أن يُحرِّكن الرب بصلوات الكثيرين كي يهبهُنْ أن يُكمِّلنَ مجد البتولية وأن يبلُغنَ إلى مجد الرب، أي بعطاياهِنْ للفُقراء سوف يصلُّون لأجلِهِنْ واستجابة لهذه الصلوات سيهِبهُنَّ الله مجد البتولية.
ويحِثِهِن المُعلِّم العظيم أن يخبأنَ كِنزِهِنْ حيث لا يُنقِب سارِق وحيث لا يفسد صدأ، لأنهُنْ إذا ظنَنَّ أنَّ الغِنَى الذي منحهُنْ إيَّاه الله إنما هو لأجل أن يستمتعنَ به يُخطِئنَ ضد الله، بل يجب أن ينتبِهن إلى خلاصِهِنْ، لأنَّ الله أعطى أيضًا صوتًا، ومع ذلك لا يُعد هذا سببًا لأن نغنِّي الأغاني الباطِلة الغير لائِقة.
كذلك شاء الله أن يكون الحديد لأجل خير الأرض، لكن هذا لا يعني أنه لابد أن تُرتكب الجرائِم (بالأسلحة الحديدية) ويسأل كبريانوس: ”هل لأنَّ الله عيَّن أن يوجد البخور والخمر والماء، لابد أن تُقدَّم ذبائِح للأوثان؟ أو هل لأنَّ قطيع الماشية كبير جدًا في حقلِكُنْ، يجب عليكُنْ أن تُقدِّمنَ مُحرقات وتقدِمات للآلهة؟“.
وهكذا الغِنَى هو تجرِبة إلاَّ إذا استُخدِم في خدمة أهداف صالِحة، لذلك يجب على كلّ إنسان -بحسب مقدار غِناه- أن يفتدي تعدياته بعطاياه لا أن يزيدها (وقد قدَّم كبريانوس نفس هذا الفِكْر باستفاضة في كِتابه ”الأعمال والصدقات“، حيث شرح أنَّ الصدقة تغفِر الخطية) (انظُر كِتابنا ”القديس كبريانوس“ – سلسلة آباء الكنيسة – أخثوس ΙΧΘΥΣ – حيث ستجد فيه النص الكامِل لكِتاب ”الأعمال والصدقات“).
إنَّ سِمات الزينة والثِياب وإغراءات الجمال لا تليق إلاَّ بالزانيات وغير العفيفات، وليس ثوبًا -بصفة عامة- أثمن وأغلى من ثياب هؤلاء اللواتي عِفتهُنْ رخيصة، ولذلك نقرأ في الكِتاب المُقدس -الذي به أراد الله أن يُعلِّمنا ويُهذبنا- وصفًا للمدينة الزانية أنها جميلة ورائِعة للغاية في المنظر بسبب زينتها، ولكنها ستهلك بسبب هذه الزينة عينها: ”ثم جاء واحد من السبعة الملائكة الذينَ معهم السبعة الجامات وتكلَّم معي قائِلًا لي هَلُمَّ فأُريك دينونة الزَّانية العظيمة الجالِسة على المياه الكثيرة التي زنى معها مُلُوكُ الأرض وسَكِرَ سُكَّانُ الأرضِ من خمرِ زِناها. فمضى بي بالروح إلى بَرِّيَّةٍ فرأيتُ امرأةً جالِسةً على وحشٍ قِرمزيٍ مملوءٍ أسماء تجديفٍ له سبعة رُؤوسٍ وعشرة قرونٍ. والمرأة كانت مُتسربِلةً بأُرجوانٍ وقِرمزٍ ومُتحليةً بذهبٍ وحجارةٍ كريمةٍ ولؤلوءٍ ومعها كأس من ذهبٍ في يَدِها مملوَّة رجاساتٍ ونجاسات زِناها“ (رؤ 17: 1-4)، ويُؤكِد كبريانوس ضرورة أن تبتعِد العذارى العفيفات النقيات عن ثِياب غير العفيفات وعن طُرُقِهِنْ، وعن زينة الزانيات.
فإشعياء النبي أيضًا وهو مملوء من الروح القدس يصرُخ ويُوبِخ بنات صهيون إذ أفسدهُنَّ الذهب والفِضة والثِياب، ويُوبخهُنْ لأنهُنْ غارِقات في ثراء مُهلِك، ومُبتعدات عن الله لأجل مسرَّات العالم، ويقول : ”من أجل أنَّ بنات صِهيون يتشامخنَ ويمشينَ ممدودات الأعناق وغامِزات بِعُيُونِهِنَّ وخاطِرات في مشيهِنَّ ويُخشخِشنَ بأرجُلِهِنَّ يُصِلعُ السيِّد هامة بنات صهيون ويُعرِّي الرب عورتهُنَّ. ينزعُ السيِّد في ذلك اليوم زينة الخلاخيل والضفائِر والأهِلَّة والحلق والأساوِر والبراقِع والعصائِب والسَّلاسِل والمناطِق وحناجِر الشَّمَّامات والأحراز والخواتِم وخزائِم الأنف والثِياب المُزخرفة والعُطف والأردية والأكياس والمرائي والقُمصان والعمائِم والأُزُرِ. فيكونُ عِوَض الطِّيبِ عُفُونة وعِوَض المِنطقة حبلٌ وعِوَض الجدائِل قرعةٌ وعِوَض الدِّيباج زُنَّارُ مِسحٍ وعِوَض الجمال كي“ (إش 3: 16-24) فهذا ما يلومه الله ويُعلِنه: لأنه يقول أنَّ العذارى فاسِدات فإذ ابتعدنَ عن العِبادة الحقيقية الإلهية وصِرنَ عاليات، سقطنَ بِرِؤوسِهِنْ المُزينة وصار نصيبهُنْ الخزي والعار، وإذ لبسنَ الحرير والأُرجوان، لا يُمكنهُنْ بعد أن يلبِسنَ المسيح، وإذ تزينَّ بالذهب واللآلِئ والقلائِد، فقدنَ زينة القلب والروح.
ويُحذِّر العذارى أن يتجنبنَّ ذلك الذي كان سببًا لهلاك الآخرين، فمَنْ ذا الذي يشتهي أن يأخذ ما كان سيفًا وسلاحًا لقتل آخر ؟ وإذا كان مَنْ شرب من الكأس قد مات، فسنعرِف بالتأكيد أنَّ ما شربه كان سُمًا، وإذا كان قد مات بعد تناوُل الطعام لن نأكُل أو نشرب مِمَّا رأينا قبلًا أنه كان سببًا لهلاك الآخرين، ويُلخِص تحذيره للعذارى قائِلًا: ”أي جهل للحقيقة هو، وأي جنون عقل أن تشتهين ما هو مُؤذي وما سوف يُؤذي دومًا، وأن تعتقدنَ أنَّكُنْ أنفُسكُنْ لن تهلكنَ بهذه الأمور التي تعلمنَ أنَّ بها قد هلك آخرون!!“.
ويُوضِح الكاتِب أنه ليس فقد العذارى والأرامِل بل وأيضًا النِساء المُتزوجات وكلّ جِنْس المرأة لابد أن يعلمنَ أنَّ عمل الله وصنعته يجب ألاَّ يُغَشْ ويُغيَّر سواء باستخدام الألوان والأصباغ أو بأي نوع من المساحيق التي تُفسِد الملامِح الطبيعية، لأنَّ الله يقول ”نعمل الإنسان على صورتنا كشبهِنا“ (تك 1: 26)، ”وهل يجرُؤ أحد أن يغيَّر أو يبدِّل ما عمله الله؟“.
إنَّهُنْ يُحاوِلنَ أن يغيَّرنَ ما عملهُ الله غير عالِمات أنَّ كلّ ما أتى إلى الوجود هو من عمل الله وصنعته، فإذا كان هناك رسَّام ورَسَمْ بدقة وألوان رائِعة صورة لشخصٍ ما، واكتملت الصورة وصارت شِبْه الشخص المرسوم فعلًا، ثم جاء آخر ووضع يده عليها كما لو كان -لأنه أكثر مهارة- يُمكنه أن يجعلها أفضل، سيكون من الطبيعي أن يحدُث خطأ شديد وتَلَفْ للصورة، وسيكون ذلك سببًا وجيهًا لغضب الرَّسام الأصلي.
وارتكاب العذارى لمثل هذه التعديات إنما هو إهانة لله الخالِق الصَّانِع، وعندما يستخدمنَ الأصباغ المُغرية ويتزيَّنَ ويُصفصِفنَ شُعُورِهِنْ، يُشوهِنَ العمل الإلهي ويزُغنَ عن الحق.
إنَّ صوت الرَّسول المُحذِر يقول: ”نقُّوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجينًا جديدًا كما أنتُم فطير. لأنَّ فِصحنا أيضًا المسيح قد ذُبِحَ لأجلِنا. إذًا لِنُعيِّد ليس بخميرةٍ عتيقةٍ ولا بخميرة الشَّرِّ والخُبثِ بل بفطير الإخلاص والحق“، ولكن هل يُحفظ الإخلاص والحق عندما يتلوث ما هو مُخلِص ويتدنَّسْ بألوان مُغرية، وعندما يتبدَّل ما هو حق إلى كِذْب بالأصباغ الخادِعة والمساحيق؟ رغم أنَّ الرب يقول: ”لا تقدِر أن تجعل شعرةً واحدةً بيضاء أو سوداء“ (مت 5: 36).
ويطلُب كبريانوس في محبة أبوية من العذارى أن يتذكَّرنَ أنَّهُنْ إذا تزيَنَّ بالمساحيق هكذا، فإنَّ خالِقهُنْ لن يعرِفهُنْ ثانيةً في يوم القيامة، وسيبعدهُنْ عن جعالاته ومواعيده ويرفُضهُنْ مُوبِخًا إيَّاهُنْ قائِلًا أنَّ هذا ليس عمله ولا هذه صورته، وأنَّهُنْ قد لوَّثنَ بشرتهِنْ بمسحوق كاذِب وغيَّرنَ شعرهِنْ بألوان دَنِسَة، ففسدت صورتِهِنْ وتبدَّلت رزانتِهِنْ وهدوءِهِنْ...
ويُحذِّرهِنْ أنَّهُنْ لن يستطِعنَ رؤية الله لأنَّ عيونِهِنْ لم تعُد تلك التي صنعها الله، بل تلك التي أفسدها الشيطان، إذ قلَّد العيون الحمراء المرسومة التي للحيَّة، وأنَّهُنْ مُتزيِنات مثل عدُوهِنْ فمعه أيضًا سوف يُحرقنَ قريبًا... ويجب أن تتفكَّر خادِمات الله في هذه الأمور، ويجب أن تَرْهَبَنَّها ليل نهار.
فلتنظُر النِساء المُتزوجات إلى الأمر هكذا، وينظُرنَ كيف يخدعنَ أنفُسهُن بالحديث عن رغبتهِنْ في إرضاء أزواجِهِنْ، وبينما يجعلنَ أزواجِهِنْ عُذرًا لهُنْ، يجعلونهم شُركائِهِنْ في خطأهِنْ.
أمَّا العذارى -واللائي يُوجِه إليهِنْ كبريانوس حديثه- اللائي تزيَنَّ بِفِنون من هذا النوع، فيرى كاتِبنا أنه يجب ألاَّ يعتبِرنَ في عِدَاد العذارى بل مثل الخِراف المُصابة والماشية المريضة، يُعزلنَ عن قطيع البتولية المُقدس والنقي لئلاَّ بِوُجُودِهِنْ وعَيْشِهِنْ معًا يُلوِثنَ الباقي بعدوى مرضهِنْ، لئلاَّ يفسِدنَ أُخريات كما هلكنَ هُنَّ أنفُسِهِنْ.
وينهي أسقف قرطاچنة العذارى عن حضور حفلات الزِفاف وعن الاشتراك في المُناقشات والأحاديث غير العفيفة الدَنِسَة، عن سماع ما لا يليق، عن الجلوس على موائِد السَّكارى والكلِمات المُخزية، ويتساءل ”أي مكان في الزِفاف لتلكَ التي ذهنها ليس نحو الزواج؟ وما الذي يُمكن أن يكون مُمتِعًا أو مُفرِحًا لها في هذه الأعمال، حيث الرغبات والشهوات مُختلِفة عن تلك التي لها؟“، ويُعد فشلًا ذريعًا للعذراء في تحقيق نذرها عندما تذهب هناك عفيفة وتخرُج غير عفيفة!! ورغم أنها تظل بتول في جسدها لكن في العينين، في الأُذُنين، في اللِسان، فقدت الكثير من الفضائِل التي كانت قد اقتنتها قبلًا.
كذلك ينهِيهِنْ عن ارتياد الحمَّامات العامة بحجة غسل الجسد، لأنَّ في هذه الحمَّامات من الخلاعة والفساد ما يفوق المسارِح، وحتّى إن لم تتأثَّر العذراء بما تراه هناك من فساد ومشاهِد شهوانية، إلاَّ أنها ستكون عثرة للآخرين وموضِع شهوتهم، فهذه الحمَّامات لا تغسل أو تُطهِّر الجسد، بل تُدنِسه.
لذلك تحزن الكنيسة على عَذَارَاها وتئِن وتنوح بسبب سِيَرِهِنْ المُخزية، فبينما تُريد العذارى أن يتزينَّ بِعِناية أكثر، وأن يتجولنَ بحُرية أكبر، لا يعُدنَ بعد عذارى، بل فاسِدات بخزي ماكِر، ويصِرنَ أرامِل قبل أن يتزوجنَ، زانِيات خائِنات، ليس لأزواجِهِنْ، بل للمسيح، وبقدر ما كان نصيبهِنْ قبلًا أن يَنَلْنَ جعالات عظيمة لأجل عذراويتهِنْ، كذلك سينُلنَ عِقابًا مُريعًا لأجل فُقدانِهِنْ عذراويتهِنْ وبتوليتِهِنْ.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/sf2h6h7